بل صارت فراخا (١) (ويكون فيها ضمير الشأن) هذا أيضا عطف على قوله لثبوت أي : كان تكون ناقصة يكون فيها ضمير الشأن اسما لها والجملة واقعة بعدها خبرا مفسرا للضمير كقوله :
إذا مت كان الناس صنفان (٢) شامت |
|
وآخر (٣) مين بالذي كنت أصنع (٤) |
(وتكون تامة) عطف على قوله : تكون ناقصة أي : كان تكون تامة تتم بالمرفوع من غير حاجة إلى المنصوب (بمعنى ثبت) ووقع (٥) كقولهم : كانت الكائنة والمقدر كائن وكقوله (٦) تتماكن فيكون (و) تكون (زائدة) (٧) وهي (٨) التي وجودها وعدمها لا يخل (٩)
__________________
ـ فراخا حمالا ؛ لأنها تقتضي اجتماع البيوضة والفراخة. (سيالكوني).
(١) في الحال أو في الاستقبال بالانتقال من صفة إلى صفة أخرى. (أمير).
(٢) والقرنية قوله : (صفتان) مأخوذ بالألف فإنه لو لم يكن فيه ضمير الشأن لكان بالياء. (تكملة).
(٣) والمثنى اسم فاعل من اثنى عليه بالخير وهو من يمدح الناس. (وجيه).
(٤) والمعنى : إذا مت كان الناس نوعين نوع يفرح بموتي ونوع يحزن ويثني بالذي كنت أصنعه في حياتي. (وجيه).
(٥) قوله : (ووقع) زاده على طبق الأيضاح إشارة إلى أن كان التامة كما يكون للثبوت المطلق تكون بمعنى الثبوت المسبوق عن الحدوث وقال القاضي في تفسير قوله : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ)[الواقعة : ١] أي : حدث والكائنة الحادثة والمقدور من قدر الله تعالى ذلك عليه بقدره قدر بمعنى قدره عليه تقديرا وأورد الأمثلة الثلاثة إشارة إلى مجيئها تامة بمتصرفاتها. (حكيم).
(٦) قوله : (وكقوله تعالى : (كُنْ فَيَكُونُ)[البقرة : ١١٧]) الأظهر أن قوله تعالى في موقع الإيجاد بمعنى ثبت وفي موقع جعل شيء موصوفا بشيء بمعنى كن كذا بل يحتمل أن يكون في الجميع ناقصة ويكون في مقام الأيجاد وأيضا بمعنى كن موجودا. (عصام).
ـ قوله : (وكقوله) أعاد الجار إشارة إلى شراقته ومعنى كن أحدث فيحدث سواء كان حدوثه في نفسه أو في محله ؛ لأن خطاب كن تابع للإرادة كما تدل عليه الأية وهي صفة تخصص وقوع المقدورات في وقت دون وقت وليس معناه كن كذا كما توهم. (سيالكوني).
(٧) في اللفظ والمعنى مثل قوله تعالى : (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا)[مريم : ٢٩] أو في اللفظ فقط نحو : زيد كان قائم. (أمير).
(٨) هذه محققة بلفظ كان بخلاف ما سبق فإنها الشاملة بجميع تصاريفها. (عصام).
(٩) قوله : (لا يخل بالمعنى الأصلى) أي : ما هو المقصود بالإفادة من ذلك الكلام لا مالا يفيد أصلا إذ الزائد لا يخلو من فائدة معنوية كالتأكيد أو لفظية كنزيين اللفظ واستقامته الوزن والسجع. (حكيم).