(أسماء الأفعال) (١)
(ما كان) أي اسم (٢) كان (بمعنى (٣) الأمر أو الماضي) اللذين هما من أسماء المبني الأصل.
فعلة بنائها كونها مشابهة لمبني الأصل.
فما قيل : إن (أف) بمعنى : أتضجر. و (أوه) بمعنى : أتوجع. فالمراد به : تضجرت وتوجعت ، غبّر عنه بالمضارع الحالي ؛ (٤) لأن المعنى على الإنشاء (٥) وهو الأنسب بأن يعبر عنه بالمضارع الحالي (مثل : (رويد (٦) زيدا) أي : أمهله) مثال لما هو بمعنى الأمر) (و (هيهات (٧) ...
__________________
(١) إذا كان ما عبارة عن الاسم فحصل الاحتراز عن نفس الأمر ونفس الماضي فإن قلت : أليس هذا التعريف منقوضا باسم الفاعل والمفعول إذا كانا بمعنى الماضي قلت : لا ؛ لأن المراد ما كان بمعنى وأحدهما بلا قرينة وشيء منهما ليس كذلك. عوض أفندي.
(٢) قوله : (ما كان) أي : اسم كان الظاهر أي : أسماء يقال كان هذه يحتمل التمام والنقصان والصيرورة والزيادة ولا يخفي أن الثالث النسب ومن حق أسماء الأفعال أن لا يكون لها إعراب كالماضي والأمر وقيل هي مرفوع المحل بالابتداء فهو مبتدأ فاعله سد مسد الخبر كما في قولنا أقائم زيد وهذا هو الذي اختاره المصنف في إيضاح المفصل وإن فاته بيان المبتدأ في هذا الكتاب وقيل مصادر منصوبة بأفعال محذوفة وينافي تقدير الفعل كونها اسم فعل. (عصام الدين).
(٣) والظرف خبر كان أو حال من المستكن فيه إن كان تاما بمعنى ثبت والجملة صفة ما أوصلته.
(٤) والمضارع الحالي يحتمل أن يكون إخبارا أو إنشاء.
(٥) لأن الإنشاء وإن لم يعتبر له خارج تطابقه أولا تطابقه إلا أن مدلولة واقع في الحال نحو بعت فإن البيع واقع في الحال وإن لم يعتبر مطابقته لما في الواقع وحكاية عنه.
(٦) في الأصل تصغيرا رواد أي : وفق تصغير الترخيم أرفق رفقا وإن كان صغيرا قليلا ويجوز أن يكون تصغير ورد بضم الراء وسكون الواو بمعنى الرفق عدى إلى المفعول به مصدرا أو اسم فعل بتضمينه الإمهال وجعله بمعناه ونحو رويدك زيدا يحتمل أن يكون اسم فعل والكاف حرف جر وإن يكون مصدرا مضافا إلى الفاعل (محشي).
ـ مثال المتعدي ونظيرها ما كان بمعنى الأمر فزيد مفعول رويد وهي مرفوعة المحل على الابتداء يسند الفاعل مسد الخبر كقائم الزيدان على الرأي : وفيه أن معنى الفعل يمنع الابتدائية وفيه أنا لا نسلم إن هذا النوع من المبتدأ ينافيه معنى الفعل لكونه مسندا به مسندا إليه.
(٧) أي : بضم التاء للتيسير بقوة الحركة على قوة معنى البعد وكان القياس على تقدير أن أصله ـ