(الكنايات) (١)
جمع كناية وهي في اللغة الاصطلاح : أن يعبر عن شيء معين بلفظ غير صريح في الدلالة عليه لغرض من الأغراض كالإبهام على السامعين كقولك (جاءني فلان) وأنت تريد (زيدا).
والمراد بها هاهنا (٢) ما يكنى به لا المعنى المصدري (٣) ولا كل ما يكنى به بل بعضه ولا كل بعض (٤) بل بعض معين فكأنهم اصطلحوا في باب المبنيات أن يريدوا بها ذلك البعض المعين ولذلك لم يقل : بعض الكنايات (٥) كما قال بعض الظروف.
ويتعذر تعريفه إلى بالتصريح به مفصلا فلذلك أعرض عن تعريفها مطلقا.
وتعرض لذلك البعض المعين فقال : الكنايات (كم) (٦) وبناؤها لكونها موضوعة
__________________
(١) أي : المبينة وإلا ففلان وفلانة للأناسى والفلان والفلانة للبهائم وبابه من الكنايات ليست بمبنية. (عوض).
ـ هي أن يعبر عن شيء معين لفظا كان أو معنى بلفظ غير صريح في الدلالة عليه لغرض من الإغراض كالإبهام على السامع نحو أو لشناعة المعبر عنه كهن في الفرج أو لنوع فصاحة نحو فلان كثير الرماد والمراد منها بعض الكنايات ؛ لأن كلها غير سببيه. (عافية).
ـ إنما لو يعرف اكتفاء بذكر الجزئيات ؛ لأنها معدودة منحصرة معلومة باليقين فلا حاجة إلى تعريفها. (هندي).
ـ اعلم أن المصنف لما رأى : ضبط الكنايات المبنية متعسرا في تعريف واحد إذ لو عرفها بما ذكره في الشرح من أنها ألفاظ مبهمة يعبر بها عما وقع في كلام متكلم مفسرا أما لإبهامة على المخاطب وأما لنسيانه لزم خروج كم من بابها وهي أم الكنايات. (عافية).
(٢) وإنما قال هاهنا ؛ لأن الكنايات يطلق في علم النحو وغير الموضع على الإتيان بالضمير وفي علم المعاني على إطلاق اللازم وإرادة الملزوم.
(٣) أي : ليس المراد بها معناها المصدري وهو التكنيه والتعبير بقرينة إطلاقها على نفس الأسماء وبه يندفع توهم لزوم التعريف على المصنف.
(٤) أي : بعض عام لعموم الأفراد لكنه في دلالة العبارة على هذا المعنى خفاء بل المراد البعض المعين ولما تعذر التعريف ذلك المعين بدون التصريح به مفصلا فصل ذلك أعرض عن التعريف فقال الكنايات. (وجيه).
(٥) بقي أنه ما وجه الاصطلاح في الكنايات دون الظروف. (عوض).
(٦) مفرد عند البصرية ومركبة عن كاف وما الاستفهامية عند الكوفية وحذف الفها لكونها مع ـ