وإنما فصل (١) بين قسمي المصدر ـ أعني : ما لم يكن مفعولا مطلقا ، وما كان إياه ـ بالجمل المعترضة ، لبيان بعض أحكام عمل المصدر ؛ لأن عمل المصدر في القسم الأول أكثر وأظهر (٢) فلو أخرت عن القسمين توهم تعلقه بالقسمين على سواء (٣).
(اسم الفاعل)
(ما اشتق) أي : اسم مشتق (من فعل) (٤) أي : من حدث (٥) موضوعا (٦) لذلك الاسم (لمن قام) أي : الفعل (به) أي : لذات (٧) ما قام بها الفعل.
__________________
ـ العمل للمصدر فقط كما كان في النوع السابق وإنما المراد بقوله : (وجهان) هو التوجيهان في عمله أحدهما عمل المصدر ... إلخ. (عبد الله).
(١) قوله : (وإنما فصل) يعني كان ينبغي أن لا يفصل بين قسمي المصدر بالجملة المعترضة لبيان بعض الأحكام بل يذكر أن معا إلا أنه فصل بينهما لئلا يتوهم تعلقهما على السواء. (وجيه الدين).
(٢) قوله : (وأظهر) لعدم المانع من عمله بخلاف ما إذا كان مفعولا مطلقا فإن كونه مفعولا مطلقا مانع عنه لعدم صحة تأويله بأن مع الفعل. (عبد الحكيم).
(٣) بأن لم يكن في أحدهما أكثر وأظهر.
(٤) قوله : (من فعل) يشير إلى جريان الاصطلاح بالقول بأن اشتقاقه من المصدر بالواسطة والفعل لفظ مشترك؛ لأنه تارة وضع لمثل ضرب ويضرب وتارة للحدث فالمراد هاهنا الحدث والقرينة يكون المراد به الحدث أن ضمير قام راجع إلى الفعل والقائم هو الحدث لا مثل ضرب. (هندي وحاشيته).
(٥) قوله : (أي : من حدث) وفيه نظر لأنه قد سبق في صدر بحث المصدر أن المراد بالحدث معنى قائم بالغير ولا معنى اشتقاق الاسم من المعنى اللهم إلا أن يتركب مجاز بذكر الحدث وإرادة اللفظ الدال عليه في شروح الكافية وهو الإيضاح.
ـ قوله : (أي : من حدث) والمراد بالحدوث أن يكون ذلك الوصف يعرض زمانا ثم يزول ثم يعرض كقولك : تضارب وتشاعر والذاهب وإنما يصح فيمن يحدث له هذه الصفات هذا هو الأصل فيما كان بمعنى الثبوت لم يكن على ذات الفاعل غالبا. (هندي).
(٦) قوله : (موضوعا) نبه على أن لا م الجارة صلة قوله : (اشتق) لتضمنه معنى الوضع ولك أن تجعل للتعليل ، أي : لأجل إفادة من قام به الفعل فيستغنى عن التضمين. (عصام).
(٧) قوله : (قام بها الفعل) إشارة إلى أنه ليس بموضوع لذات مبهمة من غير قطع النظر عن الحدث بل هو موضوع بعد قيام الحدث به ليحصل الفرق بين اسم الفاعل وبين الفاعل ؛ لأن اسم الفاعل صفة عبارة عن الذات مع الفعل وأما الفاعل فهو عبارة عن الذات المجرد. (تكملة).