بموادها لا بصورها (١) ، مثل : (أصبح زيد قائما) و (أمسى زيد مسرورا) و (أضحى زيد حزينا).
فالمثال الأول يدل على اقتران مضمون الجملة وهو (قيام زيد) بوقت الصباح (٢) وعلى هذا القياس المثالان الآخران (٣).
(و) تكون (بمعنى صار) (٤) نحو : (أصبح ، أو أمسى ، أو أضحى زيد غنيا).
أي : (صار) وليس (٥) المراد : أنه صار في الصباح أو في المساء أو الضحى إلى هذه الصفة.
(وتكون تامة) بمعنى الدخول (٦) في هذه الأوقات (٧) ، تقول : (أصبح زيد) إذا دخل في الصباح.
(وظل (٨) وبات) لاقتران مضمون الجملة بوقتيهما.
__________________
(١) أي : ليس المراد هاهنا الأوقات المدلول عليها بعبورها أعني. الزمان الماضي ؛ لأن المقصود بيان المعاني التي يتميز بها بعضها عن بعض. (س).
(٢) فإن معنى أصبح زيد قائما اتصف زيد بالقيام المتصف بالحصول في وقت الصبح في الزمان الماضي. (رضي).
(٣) يعني : أن سرور زيد مقارن بوقت المساء في اسمى وأن حزن زيد مقارن بوقت الضحى في أضحى.
(٤) كقوله تعالى : (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً)[آل عمران : ١٠٣] أي : صرتم ؛ لأن خصوصية الأخوة في وقت الصباح ليست المرادة وقول :
الإثم ضموا كأنهم ورق جف |
|
ف فالذي به الصبا والدبور |
(خبيصي).
(٥) أشار بهذا إلى أنه إذا كانت تلك الأفعال بمعنى صار لا يكون المراد منها أنه صار.
(٦) ومنه قوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)[الروم : ١٧] وقول الآخر : أضحى جليدها والمعنى دخل الجليد في وقت الضحى. (موشح).
(٧) أي : لثلثة المذكورة وفي شرح التسهيل وتكون الثلاثة أيضا بمعنى أقام في الأوقات المذكور. (لمحرره).
(٨) ومضارع ظل يظل يفتح العين ظلالا وظلولا بمعنى الكون في جميع النهار. (سيالكوني).