لاسمها ثبوتا (١) (ماضيا) أي : كائنا في الزمان الماضي (دائما) من غير دلالة (٢) على عدم سابق وانقطاع لاحق نحو كان زيد فاضلا (أو منقطعا) نحو كان زيد غنيا فافتقر (وبمعنى صار) (٣) عطف على قوله لثبوت خبرها أي كان فكون ناقصة كائنة بمعنى صار فهو من قبل عطف أحد القسمين على الآخر لا على ما هو قسم منه كقول الشاعر :
(٤) قفر والمطي كأنها |
|
قطا الحزن (٥) قد كانت فراخا بيوضها |
أي صارت فراخا بيوضها فإن بيوضها (٦) لم تكن (٧) فراخا (٨).
__________________
ـ اختاره المصنف ليصبح عطف قوله : (ويكون فيها ضمير الشأن) عليه أو خبر بعد خبر لتكون. (لمحرره).
ـ قوله : (كائنة) لثبوت خبرها هذا تقسيم لكان الناقصة إلى الاقسام الثلاثة أحدها : ما كان هي لثبوت خبرها لفاعلها ماضيا ، والثاني : بمعنى صار ، والثالث : ما فيه ضمير الشأن بعطف أحد الأقسام الثلاثة على الآخر وقال البعض : كان المضمر فيها ضمير الشأن تامة فاعلة ذلك الضمير أي : وقت القصة تم فسرت بالقصة بالجملة الأولى ؛ لأنه لم يثبت في كلام العرب ضمير الشأن لا مبتدأ في الحال وفي الأصل. (وجيه الدين).
(١) جعل قوله : (ماضيا) لمصدر محذوف ليصبح كون دائما أو منقطعا صفة له.
(٢) قوله : (من غير دلالة) أي : دواما ناشئا من عدم دلالة يعنى أن الدوام واستمرار الثبوت ليس مدلول كان بل ناشىء من عدم الدلالة. (حكيم).
(٣) يعني : بمعنى دال على الانتقال من صفة إلى صفة ، لا بمعنى ثبوت الخبر للاسم. (محرم).
(٤) الباء بمعنى في متعلق محذوف أي : كنافي مفازة حالية.
ـ التيهاء المفازة التي لا يهتدي فيها من التية مصدر تاه يتيه بمعنى العجز. (حاشية).
(٥) فالشاعر يصف المطي بسرعة سيرها فإنها بمنزلة قطا تركت بيوضا صارت فراخا فهي تمشي بسرعة إلى فراخها. (عباب).
ـ بفتح الحاء للمهملة وسكون الراء ما غلظ من الأرض وارتفع. (وجيه الدين).
ـ يصف سرعة سير المطر كأنها بمنزلة قطا تركت بيوضا صارت فراخا وفيه مبالغة في سرعة السير فإن القطا مثل في السرعة سيما قطار الحزن إذا عركت البيوض فصارت فراخا فإنها أهدى في هذه الحالة وفي المثل : فلان أهدى من القطا قيل : تطلب الماء من مسيرة عشرة أيام وأكثر من فراخها من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فلا يخطئ صادرة ولا دراية. (حاشية).
(٦) إشارة إلى قرينة كونها بمعنى صارت فإنها لو كانت بمعنى كانت يقتضي كون البيض باقيا وقت كونها فراخا وليس كذلك. (أيوبي).
(٧) ولا يجوز أن يقال : البيض فراخ فإن الفراخية لا تثبت على البيض. (محرم).
(٨) لا حال البيوضة ولا قبلها فلا يصبح جعل كان لثبوت الخبر لاسمها ولإقامة بأن يكون ـ