جوز فيه ، من كون فاعلهما ومفعولهما ضميرين لشيء واحد ، كقول الشاعر :
ولقد أراني للرماح (١) دريئة (٢) |
|
من عن يميني تارة وأمامي |
وكقوله تعالى : (إِنِّي أَرانِي)(٣) أَعْصِرُ خَمْراً [يوسف : ٣٦](٤).
(ولبعضها) (٥) أي : ولبعض أفعال القلوب (٦) ما عدا (حسبت ، وخلأت ، وزعمت) (معنى آخر) قريب (٧) من معانيها الأول.
__________________
ـ مجرى رآه التي بمعنى علم للتشارك اللفظي وإن كان منصوبهما يتعلق الفعل به حقيقة في القاموس الحلم بالضم وبضمتين الرؤيا. (سيالكوني).
(١) قوله : ولقد أراني للرماح درئته الدرئية بهمزة ولا يهمز الخلقة التي يتعلم عليها الطعن وهو مفعول لأرى ومن عن يميني فعن اسم بمعنى جانب وأما الظهر فإن الفارس لم يكن منعه أحدا والمعنى والله لقد رأيت نفسي مرارا كثيرا كأني للرماح بمنزلة الخلقة التي تعلم عليها الطحن فتأتين من الجوانب كلها ثم سلمت ورجعت من الحرب. (وجيه الدين).
(٢) قوله : (دريئة) حال من مفعول أراني لا مفعول ثان إذ الرؤية الرؤية البصرية لا تتعلق بالوصف ولو كان مفعولا يلزم ذلك إذ المفعول في الحقيقة مضمون المفعولين. (فاضل أمير).
(٣) مثال المرأة الحلمية يعني : أني أراني في المنام. (أيوبي).
(٤) قيل : الظاهر أنه حال لا مفعول ثان ؛ لأن الرؤية البصرية وإن كانت في المنام لا تتعلق بالوصف أعني مضمون المفعولين المفروضين. (فاضل أمير).
(٥) ولما كان بعض أفعال القلوب متعديا إلى مفعول واحد على خلاف ما هو الأصل فيه أشار إلى التنبيه عليه فقال : (ولبعضها ... إلخ). (أيوبي).
(٦) يعني أن المراد بالبعض ما عدا حسبت وخلت وزعمت فهو يدل من بعضها أو خبر مبتدأ محذوف. (وجيه).
ـ قوله : (أفعال ما عدا حسبت ... إلخ) لا يصح إلا نشأ من بعض أفعال القلوب لا متصلا ولا منفصلا فيجب حمله على البدل ثم إنه لا فائدة في هذا البيان لكمال ظهوره من بيان المعنى. (عصام).
(٧) صفة بعد صفة للمعنى يعني أن تلك المغايرة لمعناها ولكنه ليس ببعيد بل قريب.
ـ قوله : (بحيث) وفيه إشارة إلى وجه تخصيص بعض الأفعال المذكورة بأن لها معاني آخر متعدية بها إلى مفعول واحد مع أن لها معاني آخر غير متعدية بها يعني لدفع توهم تعديتها بهذا المعنى أيضا إلى مفعولين سيما إذا ذكر بعد مفعولها حال أو صفة وهذا حاصل ما ذكره الرضي. (سيالكوني).