وهي : إما (العلم) أو (الظن) بحيث يمكن أن يتوهم أنه بهذا المعنى أيضا متعد إلى مفعولين.
وإنما قيدنا بذلك لئلا يقال : لا وجه للتخصيص بالبعض ؛ لأن لكل واحد معنى آخر.
فإن (خلت) جاء بمعنى (صرت ذا خال) ، و (حسبت) بمعنى (صرت ذا حسب) و (زعمت) بمعنى (١) (كفلت).
(يتعدى به) أي : بذلك المعنى الآخر (إلى) مفعول (واحد) لا اثنين.
(فظننت : بمعنى : اتهمت) من الظنة بمعنى التهمة.
و (ظننت زيدا) بمعنى : اتهمته أي : أخذته مكانا لوهمي.
والوهم (٢) : نوع من العلم. ومنه قوله تعالى : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) [التكوير : ٢٤] أي : بمتّهم.
(وعلمت : بمعنى عرفت) (٣).
تقول : (علمت زيدا) بمعنى : عرفت شخصه ، وهو العلم بنفس شيء (٤) من غير حكم عليه.
(ورأيت : بمعنى أبصرت) ومعنى (أبصرت) قريب من معنى (٥) (علمت) بالحاسة.
__________________
(١) ووجه الدفع أن هذه المعاني ليست بقرينة من معناها الأول ولا يتوهم منه أنه متعد إلى مفعولين لكونها بعيدة من العلم والظن. (محرم).
(٢) قوله : (والوهم نوع من العلم) بمعنى الإدراك المطلق فيكون قريبا من العلم والظن الذي هو معنى أفعال القلوب لاشتراكهما في مطلق الإدراك. (حاشية).
(٣) الفرق بين العلم والمعرفة أن المعرفة تتعلق بالذات المجردة والعلم يتعلق بالذات والصفة. (فاضل أمير).
(٤) قوله : (وهو العلم بنفس الشيء) يعني أن العرب خصوا المعرفة بإدراك نفس الشيء وذلك لا ينصب إلا مفعولا واحدا بخلاف العلم فإنهم يستعملونه في العلم بنفس الشيء أو بكونه على صفته فلذلك ينصب مفعولا واحدا أو اثنين وليس هذا الفرق بمعنوي بين حقيقة العلم والمعرفة. (عبد الحكيم).
(٥) قوله : (قريب) يعني : أبصرت وإن كان بمعنى استعمال البصر من أفعال الجوارح إلا أنه يستلزم العلم فهو قريب من علمت بالبصر. (ك).