أحدهما : أن الإلغاء (١) إبطال العمل في اللفظ والمعنى والتعليق إبطال العمل في اللفظ لا في المعنى.
(ومنها) أي : ومن خصائص أفعال القلوب.
(أنه يجوز أن يكون فاعلها) أي : فاعل أفعال القلوب (ومفعولها ضميرين) (٢) متصلين (٣) (لشيء واحد).
وإنما قلنا (متصلين) لأنه إذا كان أحدهما متصلا لم يختص جواز اجتماعهما بفعل دون آخر ، نحو : (إياك (٤) ظلمت).
(مثل : علمتني منطلقا) (٥) وعلمتك منطلقا (٦).
__________________
ـ لتخرج الصور الواجبة المذكورة سابقا وأما الفرق بين مطلق الإلغاء والتعليق فبالوجه الثاني فقط. (سيالكوني).
(١) قوله : (إن الإلغاء جائز) لأن ترك الأعمال لفظا ومعنى بلا مانع والتعليق واجب ؛ لأن ترك الأعمال لمانع يعني أن الإلغاء مأخوذ في مفهومه الجواز والتعليق مأخوذ في مفهومه الوجوب. (حاشية).
(٢) قوله : (ضميرين) إما أن يكون أحدهما ضميرا متصلا والآخر ظاهر نحو : زيد أظن قائما وأظنه زيد قائما لم يجز المثال الأول مطلقا وجاز الثاني في أفعال القلوب خاصة وإن كان الضمير منفصلا جاز مطلقا. (نجم الأئمة).
(٣) صفة لضميرين أي : ضميرين كائنين لشيء واحد بأن يكونا عبارة عنه أو يشتمل أحدهما على الآخر فيدخل نحو قول عائشة رضياللهعنها : لقد رأيتنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما لنا من طعام الأسودان التمر والماء [أخرجه البخاري (٢٥٦٧)]. (حكيم).
(٤) فإن إياك ضمير منصوب منفصل على أنه مفعول ظلمت والضمير المرفوع المتصل بالفعل فاعله مع أن الضميرين عبارتان عن شيء واحد وهو المخاطب فجاز هذا مع أن الفعل ليس من أفعال القلوب. (أيوبي).
(٥) وقوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى)[العلق : ٦ ـ ٧] ، بخلاف سائر الأفعال فإنه عدل فيها إلى نفس المضاف إلى ذلك الضمير في ضربت نفسي ليتعلق الفعل الفاعل في مثل ضربت نفسي. (خبيصي).
(٦) قوله : (لأن أصل الفاعل) أي : أصل مدلول الفاعل النحوي يعني ما يبني عليه غيره أن يكون مؤثرا فإن نحو : طال زيد إنما أطلق عليه الفاعل لكونه على طريقته وصفته والأصالة بهذا المعنى لا تنافي كونه داخلا في التعريف. (سيالكوني).