فإني أخذته بألف دينار ، فأنشأ الأعرابي يقول وهو مولي (١) :
حباني عبد الله نفسي فداؤه |
|
بأعيس (٢) موّار سباط مشافره |
وأبيض من ماء الحديد كأنه |
|
شهاب بدا والليل داج عساكره |
فكلّ امرئ يرجو نوال ابن جعفر |
|
سيجزي (٣) له باليمن واليسر طائره |
فيا خير خلق الله نفسا ووالدا |
|
وأكرمه للجار حين يجاوره |
سأثني بما أوليتني يا ابن جعفر |
|
وما شاكر عرفا كمن هو كافره |
قال : وحدّثنا جعفر بن (٤) الموسوي ، نا يحيى بن الحسن الحسيني ، حدّثني شيخ من بني تميم بخراسان قال : جاء شاعر إلى عبد الله بن جعفر رضياللهعنهما فأنشده (٥) :
رأيت أبا جعفر في المنام |
|
كساني من الخزّ درّاعه |
شكوت إلى صاحبي أمرها |
|
فقال : ستؤتى بها الساعة |
سيكسوكها الماجد الجعفريّ |
|
ومن كفّه الدهر نفّاعة |
ومن قال للجود : لا تعدني |
|
فقال : لك السمع والطاعة |
قال : فقال عبد الله لغلامه : ادفع إليه جبّتي الخزّ ، ثم قال له : ويحك كيف لم تر جبّتي الوشي؟ اشتريتها بثلاثمائة دينار منسوجة بالذهب ، قال : فقال الشاعر : أغفي غفية أخرى ، فلعل (٦) أراها في المنام ، قال : فضحك منه عبد الله وقال : ادفع إليه جبّتي الوشي أيضا.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال : وكان عبد الله بن جعفر جوادا ممدحا يقول عبيد الله بن قيس الرقيات :
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، بإثبات الياء.
(٢) الأعيس من الإبل العيس ، الأبيض مع شقرة يسيرة ، وقيل الإبل العيس : هي كرائم الإبل.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : سيجري.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : جعفر الموسوي.
(٥) الخبر والأبيات في سير الأعلام ٣ / ٤٥٩.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : فلعلي.