ابن أسد البجلي ، وعلى أهل فلسطين رجل من خثعم ، ومعاوية بن حديج على الخارجة ، وأبو الأعور السّلمى على أهل الأردن ، فساروا حتى قدموا مصر فاقتتلوا بالمسناة وعلى أهل مصر محمد بن أبي بكر فهزم أهل مصر بعد قتل في الفريقين جميعا. قال عمرو : شهدت أربعة وعشرين زحفا فلم أر كيوم المسناة ولم أر الأبطال إلا يومئذ. فلما هزم أهل مصر تغيب محمد بن أبي بكر فأخبر معاوية بن حديج بمكانه فمشى إليه فقتله.
ومن الأحداث مع الروم غزوة معاوية بن أبي سفيان (سنة ٢١) وصلح أبي هاشم ابن عتبة على قليقية وأنطاكية ومعرة مصرين. وجاشت الروم (٢٤) حتى استمد من بالشام من جيوش المسلمين من عثمان مددا فأمدهم بثمانية آلاف رجل من أهل الكوفة ، فدخلوا مع أهل الشام الى أرض الروم وشنوا الغارات فأصاب الناس ما شاءوا من سبي وملأوا أيديهم من المغنم وافتتحوا بها حصونا كثيرة ، وغزا قبرس (٢٨) فصالحه أهلها على جزية سبعة آلاف دينار كل سنة. وخرج أهل الشام (٣١) وعليهم معاوية وعلى البحر عبد الله بن سعيد ، وخرج عامئذ قسطنطين بن هرقل لما أصاب المسلمون منهم بإفريقية في جمع لم يجتمع للروم مثله قط مذ كان الإسلام فخرجوا في خمس مائة مركب ، فربط المسلمون سفنهم بعضها الى بعض حتى كان يضرب بعضهم بعضا على سفن المسلمين وسفن الروم وقاتلوهم أشد قتال ، ووثبت الرجال على الرجال يضطربون بالسيوف على السفن ويتواجأون بالخناجر حتى رجعت الدماء الى الساحل تضربها الأمواج ، وطرحت الأمواج جثث الرجال ركاما. ثم انتصر المسلمون وانهزم قسطنطين مدبرا فما انكشف إلا لما أصابه من القتل والجرح.
وافتتح معاوية جزيرة أرواد في السنة الثالثة لعثمان وهدم سورها وأحرقها وجلا أهلها الى الشام. ووجه ملك الروم الى معاوية يسأله الصلح ، فأجاب إليه على أن يكون عنده عدة من أهل بيته رهائن. وفي السنة الثامنة لعثمان وجه معاوية بجيوش الى جزيرة رودس فأخذوها ورتبوا بها المسالح وجعلوها منظرة للعرب. وفي السنة الثالثة لمعاوية كانت غزوة بسر بن أرطاة الروم دفعة ثانية وسبى بها وهزمت الروم حتى بلغت القسطنطينية ، وفي سنة ٤٨