من خرج من اليمن وقد ذكر غسان وقضاعة وكلبا :
وغسان حيّ عزهم في سيوفهم |
|
كرام المساعي قد حووا أرض قيصر |
وقد نزلت منا قضاعة منزلا |
|
بعيدا فأمست في بلاد الصنوبر |
وكلب لها ما بين رملة عالج |
|
الى الحرّة الرجلاء من أرض تدمر |
وعالج رمال معروفة في البادية ، والحرة الرّجلاء في ديار بني القين في أطراف الشام بين حوران وتيماء ، والشاعر يقول إنها من أرض تدمر. وفي تاريخ الأمم الاسلامية : «إن الضجاعمة ملوك اصطنعهم الرومان ليمنعوا عرب البرية من العبث وليكونوا عدة على الفرس وولوا منهم ملكا ومن أشهر ملوكهم زياد بن الهبولة».
لخم ، جذام ، عاملة ، ذبيان ، كلب :
ذكر الهمداني مساكن من تشاءم من العرب أي دخل الشام فقال أما مساكن لخم فهي متفرقة وأكثرها بين الرملة ومصر في الجفار ومنها في الجولان ومنها في حوران والبثنيّة ، ومدينة نوى ، وبها خلف بن جبلة القصيري وابن عزير اللخمي مسكنه طرف جبال الشّراة ، وأما جذام فهي بين مدين الى تبوك فالى أذرح ومنها فخذ مما يلي طبرية من أرض الأردن الى اللجون واليامون الى ناحية عكا ، وأما عاملة فهي في جبلها مشرفة على طبرية الى نحو البحر ، وأما ذبيان فهي من حد البياض بياض قرقرة ـ والقرقرة الأرض الملساء ـ وهو غائط ـ والغائط كالغوطة المطمئن من الأرض ـ بين تيماء وحوران لا يخالطهم إلا طيّ وحاضرهم السواد ومرو والحيانيات ـ والحيانية كورة بالسواد من أرض دمشق وهي كورة جبل جرش قرب الغور ـ وأما كلب فمساكنها السماوة ـ والسماوة الأرض المستوية لا حجر بها وهي البادية بين الكوفة والشام ـ ولا يخالط بطونها في السماوة أحد. ومن كلب بأرض الغوطة عامر بن الحصين بن عليم وابن رباب المعقلي ومن بني الحارث بن كعب بيت يسكنون بالفلجة من أرض دمشق ـ والفلجات في شعر حسان بالشام كالمشارف والمزالف بالعراق والمشارف جمع مشرف قرى قرب حوران منها بصرى.