أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن عمه موسى بن عقبة قال :
ثم غزوة عمرو بن العاص ذات السّلاسل (١) من مشارف الشام في بليّ وسعد الله ومن يليهم من قضاعة ، فخاف عمرو بن العاص من جانبه الذي هو به فبعث إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستمدّه ، فندب رسول الله صلىاللهعليهوسلم المهاجرين الأولين ، فانتدب فيهم أبو بكر ، وعمر بن الخطاب في سراة من المهاجرين ، وأمّر عليهم أبا عبيدة بن الجرّاح ، وأمدّ بهم عمرو بن العاص ، فلما قدموا على عمرو قال : أنا أميركم ، وأنا أرسلت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم استمدّه بكم ، فقال المهاجرون : بل أنت أمير أصحابك ، وأبو عبيدة أمير المهاجرين ، فقال : أنتم مدد أمددت بكم ، فلما رأى ذلك أبو عبيدة ، وكان رجلا حسن الخلق لين المشيمة متبعا لأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعهده قال : تعلم يا عمرو إنّ آخر ما عهد إليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن قال : «إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا» وإنك لئن عصيتني لأطيعنك ، فسلم أبو عبيدة الإمارة لعمرو بن العاص [٥٤٣٧].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا محمّد بن بشار ، نا محمّد بن جعفر ، نا شعبة قال : سمعت أبا إسحاق يحدث عن صلة بن زفر العبسي ، عن حذيفة قال :
جاء أهل نجران إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : ابعث لنا رجلا أمينا ، فقال : «لأبعثنّ لكم أمينا حقّ أمين» فاستشرف لها الناس ، فبعث أبا عبيدة بن الجرّاح [٥٤٣٨].
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد ، أنا أبو عمر عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب ، أنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عمر الزهري ، نا عمّي عبد الرّحمن بن عمر رستة ، نا أبو داود ، نا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت صلة بن زفر العبسي يحدث عن حذيفة بن اليمان ، قال : جاء أهل نجران إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : يا رسول الله ابعث إلينا رجلا أمينا ، فقال :
«أبعث إليكم رجلا أمينا حقّ أمين [أمينا حق أمين](٢)» ، فاستشرف لها أصحاب
__________________
(١) انظر في خبر هذه الغزوة سيرة ابن هشام ٢ / ٦٢٣ والطبري ٣ / ٢١ وانظر سير الأعلام ١ / ٨ ـ ٩.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن م ، سقطت من الأصل.