أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (١) ، حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عيسى بن طلحة ، عن عائشة قالت : سمعت أبا بكر يقول :
لما كان يوم أحد ورمي رسول الله صلىاللهعليهوسلم في وجهه حتى دخلت في وجنتيه حلقتان من المغفر ، فأقبلت أسعى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا ، فقلت : اللهم اجعله طلحة بن عبيد الله حتى توافينا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإذا أبو عبيدة بن الجرّاح ، فبدرني فقال : أسألك بالله يا أبا بكر ألّا تركتني فأنزعه من وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال أبو بكر : فتركته ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «صاحبكم» (٢) [٥٤٣٦] ـ يعني طلحة بن عبيد الله ـ فأخذ أبو عبيدة بثنيته حلقة المغفر فنزعها وسقط على ظهره وسقطت ثنية أبي عبيدة ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى ، فكان أبو عبيدة في الناس أثرم (٣).
قال الواقدي : ويقال : إنّ الذي نزع الحلقتين من وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عقبة بن وهب بن كلدة ، ويقال : أبو اليسر ، وأثبت ذلك عندنا عقبة بن وهب بن كلدة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو غالب أحمد بن علي بن الحسين الحكي ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا محمّد بن عبد الله بن الحسين ، نا محمّد بن هارون الحضرمي ، نا بندار ، نا ابن أبي عدي ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر الشعبي قال :
قال المغيرة بن شعبة لأبي عبيدة بن الجرّاح : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم استعملك علينا ، وإنّ ابن النابغة قد ارتبع أمر القوم ليس لك معه أمر ، قال : فقال أبو عبيدة : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمرنا أن نتطاوع ، فأنا أطيعه لقول (٤) رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإن عصى عمرو بن العاص.
__________________
(١) مغازي الواقدي ١ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧.
(٢) عند الواقدي : عليكم صاحبكم.
(٣) الأثرم : الرجل الذي به ثرم ، وهو سقوط الثنية (الأساس).
(٤) عن م وبالأصل : لقوله.