حميد بن الأسود ، عن عيسى بن أبي عيسى ـ زاد الفارسي : الحنّاط ـ عن الشعبي قال :
كان هذا العلم لا يطلبه إلّا من كانت فيه خلّتان ـ وفي حديث الفارسي : إلّا من فيه خصلتان ـ عقل ونسك ، فمن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قال : هذا أمر لا يطلبه إلّا النساك فلم يطلبه ، ومن كان ناسكا ولم يك (١) عاقلا قال : هذا أمر لا يطلبه إلّا العقلاء فلم يطلبه ، قال الشعبي : فلقد رهبت أنه ما يطلبه اليوم من فيه واحدة من هاتين.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكّي ، وأبو المعالي ثعلب بن جعفر ، قالا : أنا عبد الدائم بن الحسن ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو العباس عبد الله بن عتّاب بن الزّفتي ، نا بكّار بن قتيبة ، نا سعيد بن عامر ، نا حميد بن الأسود ، عن عيسى الحنّاط ، قال : سمعت الشعبي وهو يقول :
ما كان يطلب هذا الأمر إلّا رجل يجتمع فيه خلّتان العقل والنّسك ، فإذا كان عاقلا ليس بناسك لم يطلبه ، وإذا كان ناسكا ليس بعاقل لم يطلبه ، فإنّي أراه اليوم يطلبه من ليس فيه واحدة من هاتين الخصلتين.
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا محمّد بن الحسين بن داود الحسني ، أنا عبد الله بن محمّد بن الحسن الشرقي (٢) ، نا علي بن سعيد النّسوي ، حدّثنا سعيد بن عامر عن حميد بن الأسود ، عن عيسى الحنّاط قال : سمعت الشعبي يقول :
إنّما كان يطلب هذا (٣) من اجتمع فيه خصلتان : العقل والنّسك ، فإن كان عاقلا ولم يك (٤) ناسكا قالوا : هذا أمر لا يناله [إلا النساك](٥) فلم يطلبه ، وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قالوا : هذا أمر لا يناله إلّا العقلاء فلم [يطلبه. قال](٦) الشعبي لقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما لا العقل ولا النّسك.
__________________
(١) بالأصل وم : الشرفي ، خطأ ، والصواب ما أثبت «الشرقي» بالقاف ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٠.
(٢) في المطبوعة : «هذا العلم» وقوله : «من اجتمع» سقط من م.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : يكن.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : يكن.
(٥) ما بين معكوفتين مكانه بياض وم ، والمستدرك عن المطبوعة.
(٦) ما بين معكوفتين مكانه بياض وم ، والمستدرك عن المطبوعة.