حديث النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولا كان بالكوفة رجل أحسن اتباعا ولا أحسن اقتداء من الشعبي وذلك لكثرة ما سمع.
قال : ونا حنبل قال : سمعت أبا عبد الله يسأل عن الزهري والشعبي إذا اختلفا أيهما أحب إليك؟ قال : لا أدري ، كلاهما عالم وقد يكون الزهري سمع عن النبي صلىاللهعليهوسلم شيئا فذهب إليه ، فهو أعجب إليّ ، ويكون الشعبي قد سمع شيئا ما سمعه من (١) الزهري فهو أعجب إليّ.
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي ، أنا محمّد بن علي الحربي ، وعلي بن أحمد الملطي ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن دوست ـ زاد الحربي : ومحمّد بن عبد الله بن أخي ميمي قالا : ـ نا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني سريج (٢) بن يونس ، نا سعيد بن خثيم (٣) الهلالي ، عن محمّد بن خالد الضّبّي قال : ألقى إبراهيم على الشعبي فريضة فأوهم فيها ، فقال إبراهيم : حرمرت يا أبا عمرو فسكت الشعبي ونكس الفريضة ، فألقى على إبراهيم [فوهم فيها إبراهيم](٤) ، فأدنى الشعبي رأسه من أذن إبراهيم وقال : حرمرت ولا أقول لك هذا بين يدي هؤلاء ، قال : ما علمت يا أبا عمرو إنك لتحب أن تأخذ على جليسك بالفضل.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا أبو معاوية قال : سمعت الأعمش يقول : قال الشعبي : ألا تعجبون من هذا الأعور يأتيني بالليل فيسألني ويفتي بالنهار ـ يعني إبراهيم النّخعي ـ.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٥) قال : وقال إبراهيم بن موسى ، نا ابن أبي زائدة ، أنا عاصم قال : عرضنا على
__________________
(١) في م : «ما سمعه الزهري».
(٢) بالأصل وم : «شريح» خطأ والصواب ما أثبت «سريج» وقد مر التعريف به.
(٣) عن م وبالأصل : خيثم ، خطأ ، وهو سعيد بن خثيم بن رشد الهلالي ، أبو معمر الكوفي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ١٧٨.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
(٥) التاريخ الكبير ٦ / ٤٥١.