نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) قال : قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة ، عن يونس بن أبي إسحاق قال : سمعت الشعبي يقول : لو كنتم تلقموني إلى الآن الخبيص لمللت ، وقال الشعبي : ما كان مجلس لي أجلسه أحبّ إليّ منه ، ولأن أجلس على سباطة أحبّ إليّ منه.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السقا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد الدوري (٢) ، نا يحيى بن معين ، نا أبو خالد (٣) الأحمر ، عن إسماعيل ، قال : سألت الشعبي فقال : والله لوددت أنّي (٤) لم أسأل عن شيء قط وما أبالي سئلت عما أعلم أو عن ما لا أعلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا إبراهيم بن نصر ، نا المبارك بن سعيد ، نا صالح بن مسلم ، قال : لقيت الشعبي بالسّدّة فمشيت معه حتى حاذتنا أبواب المسجد فنظر إليه فقال : الله يعلم ، لقد بغّض إليّ هؤلاء هذا المسجد حتى لهو أبغض إليّ من كناسة داري ، قلت : من يا أبا عمرو؟ قال : هؤلاء الرأييون : أصحاب الرأي ، قلت لصالح : من في المسجد؟ قال : الحكم بن عتيبة ونظراؤه. ثم مضى فلقيه رجل ، فسأله عن الورع فأبى أن يجيبه فألحّ عليه ، فقال : يا عبد الله إنّك إن علمت ثم عملت كان أوجب عليك بالحجة ، وإن عملت قبل أن تعلم كان أيسر عليك في الأمر ، قال : ثم مضينا نحو باب القصر فلقيه رجل فقال : يا أبا عمرو ما تقول في الرجل يضرب مملوكه؟ فقال بيده يقلبها : ما أدري يوم يضرب الشعبي مملوكه فهو حرّ يومئذ.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان السّواق ، نا عيسى بن حامد بن بشر الرّخجي ، نا هيثم بن خلف ، نا ابن أبان ، نا يحيى بن آدم ، عن أبي بكر بن عياش ، عن أبي
__________________
(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦٦٤.
(٢) عن م وبالأصل : المديني.
(٣) في م : خلاد.
(٤) في م : أن.
(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ٢٣٢.