أبي بكر بن عيّاش فيجلسان بين يديه ، قال : وكان أبو يوسف حسن الجزم ، فيقرأ أبو يوسف على أبي بكر بن عيّاش ، وأنا مساويه بين يدي أبي بكر ، فالفتح لنا جميعا والرد علينا جميعا ، فإذا فرغ أبو يوسف من قراءته ، درست عليه بحضرة أبي بكر ، فإذا سها (١) أبو يوسف عن حرف ردّه أبو بكر بن عيّاش عليّ ، والناس من ورائنا مجتمعون ، قال عبد الحميد : وقد قرأت على أبي بكر بن عيّاش إلّا أن عظم قراءتي على ما وصفته.
قال عبد الحميد : ونا أبو بكر أنه قرأ على عاصم. قال أبو بكر : وأخبرني عاصم أنه قرأ على أبي عبد الرّحمن السّلمي ، وأنّ أبا عبد الرّحمن قرأ على علي بن أبي طالب ، قال أبو بكر : وقال لي عاصم : وكنت أرجع من عند أبي عبد الرّحمن فأقرأ على زرّ بن حبيش ، وكان زرّ قد قرأ على ابن مسعود ، قال : قلت لعاصم : لقد استوثقت ـ زاد حفص بن سليمان الغاضري الأسدي عن عاصم قراءة أبي عبد الرّحمن على عثمان وزيد ، ولم يذكر زرّا.
أخبرناه أبو المظفّر ، وأبو القاسم ، قالا : أنا أحمد بن إبراهيم ، نا أحمد بن الحسن ، قال : قرأت على أبي الحسن علي بن محمّد المقرئ ، قال : قرأت على أبي الحسين بن زرعان الدّقّاق ، ومنه تعلّمت ، وعليه تلقّنت ، وكانت رجلا صالحا ، قرأ في مسجد أبي عمر على جماعة من أصحاب أبي عمر منهم أبو حفص عمرو بن الصباح وغيره ، وهم قرءوا على أبي عمر حفص بن سليمان ، وقرأ حفص على عاصم ، وقرأ عاصم على أبي عبد الرّحمن السّلمي ، وقرأ أبو عبد الرّحمن على عثمان بن عفّان ، وعلي بن أبي طالب ، وزيد بن ثابت ، قال حفص : ما خالفت عاصما إلّا في حرف واحد ، وقال عاصم : ما خالفت أبا عبد الرّحمن في شيء من القرآن ، قال أبو الحسن : وكثير ممن كانوا يقرءون على أبي العبّاس الأشناني ، يأتونني فيقرءون عليّ ، فلم يخالفوني في شيء من قراءتي ، وكانت القراءتان واحدة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنا محمّد بن نافع (٢) ، نا يحيى بن آدم ، نا أبو بكر بن عيّاش بحروف عاصم بن أبي النّجود
__________________
(١) في م : «فإن سمعا».
(٢) في م والمطبوعة : محمد بن رافع.