وجامع العلم مغبوط به أبدا |
|
فلا تحاذر منه الفوت والسلبا |
يا جامع [العلم](١) نعم الذخر تجمعه |
|
لا تعدلنّ به درا ولا ذهبا |
فاشدد يديك به تحمد مغبته |
|
به تنال العلا والدين والحسبا |
وفي رواية أخرى أنها لأبي الأسود.
أخبرنا بها أبو السّعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن ، أنا أبو بكر محمّد بن القاسم ـ إملاء ـ قال : قرأنا على أبي العباس أحمد بن يحيى لأبي الأسود الدّيلي :
العلم زين وتشريف لصاحبه |
|
فاطلب ـ هديت ـ فنون العلم والأدبا |
لا خير فيمن له أصل بلا أدب |
|
حتى يكون على ما را به حربا |
كم من كريم أخي عزّ وطمطمة |
|
قرم لدى القوم معروف إذا انتسبا |
في بيت مكرمة آباؤه نجب |
|
كانوا رءوسا فأمسى بعدهم ذنبا |
وخامل مقرف الآباء ذي أدب |
|
نال المعالي بالآداب والرّتبا |
أمسى عزيزا عظيم الشأن مشتهرا |
|
في خده صغر قد ظلّ محتجبا |
العلم كنز وذخر لا نفاذ له |
|
نعم القرين إذا ما صاحب صحبا |
قد يجمع المرء مالا ثم يحرمه |
|
عما قليل فيلقى الذلّ والحربا |
وجامع العلم مغبوط [به](٢) أبدا |
|
ولا تحاذر منه الفوت والسّلبا |
يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه |
|
لا تعدلنّ به درّا ولا ذهبا |
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام الواسطي ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأ أبو الطيب محمّد بن القاسم ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو الأسود الدّيلي مات في طاعون الجارف سنة تسع وستين ، ويقال : إنه مات قبل الطاعون. كذا قال يحيى.
قال : ونا أبو بكر ، أنا المدائني ، قال : قال رجل من ولد أبي الأسود : مات أبو الأسود وهو ابن خمس وثمانين في طاعون الجارف (٣) سنة تسع وستين ، قال المدائني :
__________________
(١) عن هامش الأصل.
(٢) عن هامش الأصل.
(٣) طاعون الجارف وقع بالبصرة في أول سنة ٦٩ ، وكان ثلاثة أيام ، فمات فيها في كل يوم نحو من سبعين ألفا. تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٦٦.