سئل أزر وإذا سأل انتهر.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّاء ، ثنا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : حدّثنا معن قال : قال مالك : بلغني أن أبا الأسود الدّيلي باع دارا له فقيل له : بعت؟ فقال : لا ، ولكني بعت جيراني (١).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا محمّد بن موسى بن الفضل ، أنا أبو عبد الله الصّفار ، نا أحمد بن محمّد البري ، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، نا أبو هلال ، عن صالح البراد ، قال : قال أبو الأسود الدّيلي لبنيه : أحسنت إليكم كبارا وصغارا ، وقبل أن تكونوا ، قالوا : أحسنت إلينا كبارا وصغارا فكيف أحسنت إلينا قبل أن نكون؟ قال : لم أضعكم موضعا تستحيون منه.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن المقرئ عنه ، ثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد العرضي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي ، نا أبو العيناء ، ثنا مسعود بن بسر ، نا أبو اليقظان ، قال : قال رجل لأبي الأسود : أنت والله ظريف لفظ ، ظريف علم ، وعاء حلم ، غير أنك بخيل ، [فقال](٢) وما خير ظرف لا يمسك ما فيه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأ جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، ثنا يموت بن المزرّع ، نا عيسى (٣) وهو عيسى بن إسماعيل ، نا أبو زيد الأنصاري ، قال : وقف أعرابي بأبي الأسود الدّيلي وهو على دكان له على باب داره يأكل تمرا ، فقال له : أصلحك الله ، شيخ همّ عابر ماضين ، ووافد محتاجين ، أكله الدهر وأذاه الفقر ، فأعن مسيفا (٤) ضعيفا ، فناوله أبو الأسود تمرة فرمى بها الأعرابي في وجهه ثم قال له : جعلها الله حظّك من حظّك عنده ، وألجأك إليّ كما ألجأني إليك ، ليبلوك بي كما بلاني بك.
__________________
(١) انظر إنباه الرواة ١ / ٥٧.
(٢) زيادة منا للإيضاح.
(٣) كذا رسمها.
(٤) بالأصل : مسبقا ، خطأ ، والصواب : «مسيفا» عن اللسان «سوف» انظر ما يلي.