أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسين السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (١) ، قال في تسمية قضاة البصرة (٢) : ولّى ابن عباس في خلافة علي أبا الأسود الدّيلي ، ويقال : قضى الضحاك بن عبد الله الهلالي ، ويقال : عبد الله بن فضالة الليثي ، وقال في موضع (٣) : ثم شخص ابن عباس إلى الحجاز وولّى أبا الأسود الدّيلي ، فلم يزل عليها حتى قتل عليّ.
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس ، ثنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن القزويني ـ إملاء ـ ثنا علي بن عمرو بن سهيل الحريري ، ثنا سليمان بن محمّد الخزاعي ـ بدمشق ـ دار الضيافة ، نا عباس بن الوليد الخلّال ، نا مروان بن محمّد ، نا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن أبي الأسود الدّيلي ، قال : إعادة الحديث أشدّ من نقل الصخر من الجبل.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن يونس ، نا الأصمعي ، قال :
كان أبو الأسود يكثر الركوب ، فقيل له : يا أبا الأسود لو قعدت في منزلك كان أودع لبدنك ، وأروح ، فقال أبو الأسود : صدقت ، ولكن الركوب أتفرّج فيه ، وأسمع من الخبر ما لا أسمعه في منزلي ، واستنشق الريح فترجع إليّ نفسي ، وألاقي الإخوان ، ولو جلست في منزلي اغتمّ بي أهلي ، واستأنس بي الصبي ، واجترأت عليّ الخادم ، وكلّمني من أهلي من يهاب أن يكلمني (٤).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأ جدي ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا الحسن بن قليل ، نا نصر والرياشي ، عن الأصمعي ، عن عيسى بن عمر قال : قال أبو الأسود الدّيلي لقومه : لا تعرّفوا عليكم فلانا ، فإنه ـ ما علمت ـ ضعيف ، ولكن عرّفوا عليكم فلانا ، فإنه ما علمته الأهيس الأليس الألدّ الملحس (٥) ، إذا
__________________
(١) تاريخ خليفة ص ٢٠٠.
(٢) يعني في عهد عليّ ابن أبي طالب رضياللهعنه.
(٣) تاريخ خليفة ص ٢٠٢.
(٤) الأغاني ١٢ / ٣٠٢.
(٥) بالأصل : المحلسن ، والمثبت عن الأغاني ١٢ / ٣٣٢ ، والملحس : الحريص ، والذي يأخذ كل شيء يقدر عليه ، والشجاع كأنه يأكل كل شيء يرتفع له.