بطل النحو جميعا كله |
|
غير ما أحدث عيسى بن عمر |
ذاك كمال (١) وهذا جامع |
|
وهما للناس شمس وقمر |
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ ـ قراءة ـ قالا : أنا رشأ بن نظيف ، أنبأ محمّد بن أحمد بن علي الكاتب ، أنبأ أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني أبي ، نا عمر بن شبّة ، حدّثنا حيّان بن بشر ، نا يحيى بن آدم ، عن أبي بكر بن عباس ، عن عاصم بن أبي النّجود قال :
من وضع النحو أبو الأسود الدّيلي ، جاء إلى زياد بالبصرة ، فقال : إنّي أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم وتغيرت ألسنتهم ، أفتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يعرفون أو يقيمون به كلامهم؟ قال : لا ، قال : فجاء رجل إلى زياد ، فقال : أصلح الله الأمير ، توفي أبانا فترك بنونا ، فقال زياد : توفي أبانا فترك بنونا؟ ادع لي أبا الأسود ، فقال : ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم.
قال : وثنا عمر بن شبّة ، قال : وحدّثني الثوري قال : سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنّى يقول :
أوّل من وضع النحو أبو الأسود الدّيلي ، ثم ميمون الأقرن (٢) ، ثم عنبسة الفيل (٣) ، ثم عبد الله بن أبي إسحاق ، قال : ووضع عيسى بن عمر في النحو كتابين سمى أحدهما الجامع والآخر المكمل ، فقال الخليل بن أحمد :
بطل النحو جميعا كلّه |
|
غير ما أحدث عيسى بن عمر |
ذاك إكمال وهذا جامع |
|
فهما للناس شمس وقمر |
قال : ونا عمر بن شبّة ، حدّثني أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، أنبأ أبي ، قال : كان أبو الأسود الدّيلي أوّل من وضع العربية بالبصرة.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو الحسين الفارسي ، أنا أبو سليمان الخطّابي ، قال : حدّثت عن أبي خليفة ، عن محمّد بن سلام الجمحي (٤) ، قال :
__________________
(١) بغية الوعاة : ذاك إكمال.
(٢) بالأصل : «الأقري» والمثبت عن بغية الوعاة.
(٣) بالأصل : «النبل» والمثبت «الفيل» عن بغية الوعاة.
(٤) طبقات الشعراء للجمحي ص ٢٩.