حصن مع طليحة في سبع مائة من بني فزارة ، فانهزم الناس وهرب طليحة إلى الشام ، وانفضّ جمعه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو بكر بن سيف ، أنا السّري بن يحيى (١) ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن عبد الله بن سعد (٢) بن ثابت بن الجذع ، عن عبد الرّحمن ـ يعني ابن كعب بن مالك ـ عن من شهدها من الأنصار قال : لم يصب خالد على البزاحة عيّلا واحدا ، كانت عيالات بني أسد محرزة ، وقال أبو يعقوب : بين مبعث (٣) وفلج ، وكانت عيالات قيس بين فلج وواسط فلم يعد أن انهزموا ، فأقروا جميعا بالإسلام خشية على الذراري واتقوا خالدا بطلبته (٤) واستحقوا الأمان ، ومضى طليحة حتى نزل في كلب على النقع ، فأسلم ، ولم يزل مقيما في كلب حتى مات أبو بكر ، وكان إسلامه هنالك حتى بلغه أن أسدا (٥) وغطفان وعامرا (٦) قد أسلموا ، ثم خرج نحو مكة معتمرا في إمارة (٧) أبي بكر ، فمر بجنبات المدينة ، فقيل لأبي بكر : هذا طليحة ، فقال : ما أصنع به ، خلّوا عنه ، فقد هداه الله للإسلام ، ومضى طليحة نحو مكة ، فقضى عمرته ، ثم أتى عمر للبيعة حين استخلف فقال له ما قال ، ثم رجع إلى دار قومه ، فأقام بها حتى خرج إلى العراق.
وقال ضرار بن الأزور في ذلك يعيّر قومه بني أسد :
بني أسد قد ساءني ما صنعتم |
|
وليس لقوم حاربوا الله محرم |
وأعلم علم الحقّ أن قد غويتم |
|
بني أسد فاستأخروا أو تقدّموا |
بهبتكم أن تنهبوا صدقاتكم |
|
وقلت لكم يا آل ثعلبة اعلموا |
عصيتم ذوي ألبائكم وأطعتم |
|
ضمينا وأمر ابن اللقيطة أشأم. |
وقد بعثوا وفدا إلى أهل دومة |
|
فقبح من وفد ومن يتيم |
__________________
(١) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٢٦١ (حوادث سنة ١١).
(٢) الطبري : سعيد.
(٣) الطبري : مثقب.
(٤) بالأصل : «وابقوا خالدا بطامن» وصواب العبارة عن الطبري.
(٥) بالأصل : أسد.
(٦) بالأصل : عامر.
(٧) بالأصل : «إمارة عمر أبي بكر» والصواب عن الطبري.