المقرئ (١) ، نا الحسن بن رشيق ، نا علي بن سعيد بن بشير (٢) الرازي ، نا يزيد بن سنان ، حدّثني عمرو بن الحصين ، حدّثني يحيى بن العلاء الرازي ، نا زيد العمّي ، قال : شهدت سليمان بن عبد الملك ، فلما فرغوا من دفنه سمعت باكية تقول (٣).
وما سالم عما قليل بسالم |
|
ولو كبرت (٤) أحراسه وكتائبه |
ومن يك ذا باب سديد وحاجب |
|
فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه (٥) |
ويصبح بعد الحجب للناس مقضيا |
|
رهينة بيت لم تسدّ جوانبه |
فما كان إلّا الدفن حين تفرّقت |
|
إلى غيره أجناده ومواكبه |
وأصبح مسرورا به كلّ كاشح |
|
وأسلمه أحبابه وأقاربه |
فنفسك فاكسبها السعادة جاهدا |
|
فكلّ امرئ رهين بما هو كاسبه |
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، ونقلته من خطه ، قال : أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفرايني ، أنا أبو الفرج محمد بن عبد العزيز الجرجاني ، والقاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، قالا : أنا القاضي أبو العباس أحمد بن عيسى بن عبد الله السعدي ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الجرجاني ، نا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج المهري ـ بمصر ـ ومحمد بن عبيد الأزدي ـ بعكا ـ قالا : نا يزيد بن سنان ، نا عمرو بن الحصين ، نا يحيى بن العلاء الرازي ، نا زيد العمّي ، قال : شهدت جنازة سليمان بن عبد الملك فسمعت كاتبه يقول (٦) :
وما سالم عمّا قليل بسالم |
|
ولو كثرت (٧) أحراسه وكتائبه |
ومن يك ذا باب شديد وحاجب |
|
فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه |
ويصبح بعد الحجب للناس موبقا |
|
رهينة بيت لم تستّر جوانبه |
فما كان إلّا الدفن حتى تفرقت |
|
إلى غيره أجناده ومواكبه |
__________________
(١) بغية الطلب : المنقري.
(٢) في بغية الطلب : بشران ، خطأ والصواب عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ١٤٥.
(٣) الأبيات في بغية الطلب ٩ / ٤٠١٥.
(٤) بغية الطلب : كثرت.
(٥) فوق الكلمة إشارة إلى الهامش ، وليس في الهامش شيء ، وفي بغية الطلب : صاحبه.
(٦) كذا ، ومرّ في الرواية السابقة : باكية تقول.
(٧) مهملة بدون نقط ، ولعل الصواب ما أثبت ، وهو يوافق عبارة بغية الطلب ٩ / ٤٠١٦.