أخبرني الحسن بن أبي بكر ، قال : ذكر أحمد بن كامل القاضي أن الربيع حاجب المنصور هو الربيع بن يونس بن محمّد بن أبي فروة ، قال : واسم أبي فروة كيسان مولى الحارث الجبار (١) مولى عثمان بن عفان ، قال : وكان ابن عياش المنتوف يطعن في نسب الربيع طعنا قبيحا ويقول للربيع : فيك شبه من المسيح ، يخدعه بذلك فكان يكرمه لذلك حتى أخبر المنصور بما قاله له. فقال : إنه يقول لا أب لك ، فتنكر له بعد ذلك. وفي الربيع يقول الحارث بن الديلمي :
شهدت بإذن الله أن محمّدا |
|
رسول من الرّحمن غير مكذّب |
وأن ولا كيسان للحارث الذي |
|
ولى زمنا حفر القبور بيثرب |
قال الخطيب (٢) : وأنا الحسين (٣) بن علي الصّيمري ، نا أحمد بن محمّد بن علي الصيرفي ، نا محمّد بن عمر بن مسلم (٤) الحافظ ، قال : ذكروا أنه لم ير في الحجابة أعرق من ربيع وولده ، وكان الربيع حاجب أبي جعفر ومولاه ، ثم صار وزيره ، ثم حجب المهدي ، وهو الذي بايع المهدي وخلع عيسى بن موسى ، ومن ولده الفضل حجب هارون. ومحمّد المخلوع وابنه عباس بن الفضل حجب محمّدا الأمين ، فعباس حاجب بن حاجب بن حاجب.
قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين ، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير (٥) ، قال : وذكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود الكاتب ، حدّثني ابن القداح ، قال : كانت للربيع جارية يقال لها أمة العزيز ، فائقة الجمال ، ناهدة الثديين ، حسنة القوام ، فأهداها إلى المهدي ، فلما رأى جمالها وهيئتها قال : هذه لموسى أصلح فوهبها لموسى فكانت أحبّ الخلق إليه ، وولدت له بنيه (٦) الأكابر ، ثم إن بعض أعداء الربيع قال لموسى : إنه سمع الربيع يقول : ما وضعت بيني
__________________
(١) تاريخ بغداد : الحفار.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) بالأصل «الحسن» والصواب عن تاريخ بغداد ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦١٥.
(٤) تاريخ بغداد : سالم.
(٥) تاريخ الطبري ٨ / ٢٢٨ حوادث سنة ١٧٠.
(٦) عن الطبري ، وبالأصل : ابنيه.