٢٢٤٠ ـ الزّبير بن الصّلت الكندي المدني (١)
وجهه أبوه بكتابه إلى معاوية بن أبي سفيان.
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ، وأبو الزكاة عبد الوهاب بن المبارك وغيرهما ، قالوا : أنبأنا ثابت بن بندار ، أنا أبو ثعلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي ، نا أبو الفرج المعافا بن زكريا النّهرواني ، نا محمد بن الحسن بن دريد ، أنا السكن بن سعيد ، عن محمد بن عبّاد ، عن ابن الكلبي ، عن أبي (٢) المسكين ، قال : كان أهل المدينة إذا نسبوا رجلا إلى الإقبال قالوا : لقي ليلة كثيّر بن الصلت ، قال : فسألت شيخانهم عن ذلك فقالوا : أمر معاوية رجلا من آل أبي بكر أن يبني له منزلا بالمدينة ينزله إذا اجتاز إلى مكة ، ففعل ، وأقبل معاوية والبكري يسايره ، إذ نظر من الثنية (٣) إلى منزل كثيّر بن الصّلت الكندي أحد بني وليعة ، وهم أخوال علي بن عبد الله بن العباس ، فقال معاوية للبكري : أمنزلي (٤) هذا؟ فقال : ليس به يا أمير المؤمنين ، ومنزلك قريب ، ولو صرت إلى قرار المصلّى لقد رأيته ، وهكذا منزل كثيّر بن الصلت ، فقال معاوية : إنّ منزل كثيّر لهنيء ، أفتراه بائعه؟.
ونظر إلى كثيّر في موكبه على بعير له ، فبعث إليه ، فدعاه وسايره ، وسأله عن رأيه في المنزل ، فقال : لست أقدر على بيعه يا أمير المؤمنين ، قال : أوليس لك؟ قال : بلى ، ولكن قدمنا هذا الحرم ونحن ننسب إلى آبائنا ونعرف بأحسابنا ، فاستولى على ذلك هذا المنزل ، وصرنا نعرف به ، وهو بعد سبعون مختمرة ، ليس يحول بين الناس وبين معرفة حالهن إلّا حائطه ، ولو خرجن (٥) منه كشف منه ما لا يقدر على احتماله فقال : أيمنك ، وأنيخ بعيرك فأصبّ على هامته وسنامه حتى أوار يهما ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني لا أجد إلى ذلك سبيلا ، لما أعلمتك وكانت له نفس شديدة.
فقضى معاوية حجّه ، وفيه عنه إعراض ، وقد كان أسلفه مائتي ألف درهم في غرم
__________________
(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٤ / ١٨٦ وفيه : الزبير بن كثير بن الصلت الكندي المدني.
(٢) عن مختصر ابن منظور وبالأصل «ابن».
(٣) في المختصر : القبة.
(٤) بالأصل : «أمنزل» والصواب عن المختصر.
(٥) عن المختصر وبالأصل : حرض.