فقلت : ذلك لك ، فقال لي : يا ربيع إذا أصبحت وإذا أمسيت قل : اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واغفر لي بقدرتك عليّ ، لا أهلك وأنت رجائي ، ربّ كم من نعمة أنعمت بها علي قلّ لك عندها شكري فلم تحرمني ، وكم من بلية ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري فلم تخذلني باد النعم التي لا تحصى أبدا وباد المعروف الذي لا ينقضي أبدا صلّى (١) على محمّد وعلى آل محمّد ، وبك أدفع في نحر كل باغي (٢) وحاسد وظاعن وظالم ، وأعوذ بك من شرّهم ، اللهم أعنّي على ديني بالدنيا ، وعلى آخرتي بالتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرت ، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة اعطني ما لا ينقصك ، واغفر لي ما لا يضرك ، إنك أنت الوهاب ، اللهم إني أسألك فرجا عاجلا ورزقا واسعا والمعافاة من جميع البلاء في الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير.
قرأت بخط أبي الحسن الرازي ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن حمدون بن عيسى الختّلي ، نا مساور بن أحمد بن شهاب العتابي ، حدّثني سليمان بن بشر قال : سمعت الربيع يقول : إنه استأذن لرجل من جملة العرب على المنصور بالشام في سنة ست وخمسين ومائة وعليه جبّة ملونة فدعا بجبة فلبسها وقلنسوة حبر وقال : يا ربيع كانت العرب تقول : الموت القادح أيسر من اللّباس الفاضح.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (٣) أبي علي الفقيه ، قالا : أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني أحمد بن أبي خالد الكاتب ، قال : كان أمير المؤمنين المهدي يقول : ثلاثة أضنّ بهم على الولاية وأراهم أكبر منها عبد الله : ابن مصعب الزّبيري ، وإسحاق بن عزيز الزّهري ، والربيع ، وكان إسحاق بن عزيز من جلساء أمير المؤمنين المهدي ، وكان حلوا وكان لعبد الله بن مصعب صديقا مثامنا.
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم الشّيحي (٤) ، أنا أبو بكر الخطيب (٥) ،
__________________
(١) كذا بالأصل وم.
(٢) كذا بالأصل وم.
(٣) بالأصل وم «أنبأنا» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ هذا السند مرارا.
(٤) بالأصل «السنحى» خطأ والصواب ما أثبت «الشيحي» بكسر الشين ، نسبة إلى شيحة من قرى حلب ، وفي م : الشيخي.
(٥) تاريخ بغداد ٨ / ٤١٤.