محمّد بن جعفر الساحلي ، نا أبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن السّيلحيني (١) ، نا أبو ميمون محمّد بن أحمد بن مطرف ، أنا أبو بكر بن الحداد ، قال : كنت في مجلس أبي عبيد القاضي بمصر إذ أقبل (٢) خادم مسرع ، حسن الصورة ، جميل الهيئة ، طيب الرائحة ، ثم وقف على رأسه وطرح في حجره رقعة ، فقرأها أبو عبد الله ثم قال : اللهم اجمع بينهما على رضاك ثم أنشأ يقول :
أنكرت حبّي وأي شيء |
|
أبين من دله المحبّ |
أليس شوقي وقبض دمعي |
|
وضعف جسمي شهود حبي |
فقال أبو عبيد : هؤلاء شهود ثقات ، قال أبو بكر : ثم رمى بالرقعة إليّ فقرأتها فإذا فيها مكتوب :
عفا الله عن عبد أعان بدعوة |
|
خليلين كانا دائمين على الودّ |
إلى أن وشى واشي الهوى بنميمة |
|
إلى ذاك من هذا فحالا عن العهد |
٢٢٠٧ ـ رومان
مؤدب ولد عبد الملك بن مروان.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش الضرير عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي ، حدّثني أحمد بن جعفر الكرخي ، حدّثني يزيد بن عبد الملك الكاتب ، حدّثني الهيثم بن عدي ، قال : قال رومان مؤدب [ولد](٣) عبد الملك : [كتب إليّ عبد الملك](٤) بكلمات يأمرني أن آخذ بهن ولده فقال : مرهم بإحراز ما أقبل قبل إدباره ، والتّعزي عن المدبر بعد تعذيره ، وكتمان ما في الأنفس دون الخلصان ، ومؤازرة الثقة من الاخوان ، وتوقّع انتقاض الإخوان ، وقلّة التعجّب من غدر الخلّان.
__________________
(١) رسمها بالأصل : «السلحسى» غير منقوطة والصواب ما أصبت السيلحيني ، ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى سيلحين قرية معروفة من سواد بغداد.
(٢) بالأصل : قبل.
(٣) زيادة لازمة منا ، اقتضاها السياق.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور ٨ / ٣٤٢ للإيضاح.