فرجع الزبير على دابته يشقّ الصفوف ، فعرض له ابنه عبد الله بن الزبير ، قال : ما لك؟ قال : ذكرني عليّ حديثا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لتقاتلنّه وأنت ظالم له» فلا أقاتله ، قال : وللقتال جئت؟ إنما جئت لتصلح بين الناس ، ويصلح الله هذا الأمر. قال : قد حلفت ألّا أقاتله ، قال : فأعتق غلامك جرجس ، وقف (١) حتى تصلح بين الناس ، فأعتق غلامه ووقف ، فلما اختلف أمر الناس ، ذهب على فرسه [٤٣٦١].
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنبأ أبو محمد بن الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، نا محمد بن أحمد بن المؤمّل ، نا محمد بن علي بن خلف ، نا عمر الفقيمي ، عن سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن حسين ، حدثني ابن عباس ، قال : قال علي : ائت الزبير ، فقل له : نشدك الله ألست قد بايعتني طائعا غير مكره فما الذي أحدثت فاستحللت به قتالي؟ فقال الزبير : مع الخوف شدة المطامع ، فأتيت عليا فأخبرته بما قال الزبير ، فدعا علي بالبغلة فركبها وركبت معه ، ودنا حتى اختلفت أعناق دوابهما ووقفت حتى أسمع كلامهما ، فسمعت عليا يقول : [أ] ناشدك بالله هل تعلم يا زبير أني كنت أنا وأنت في سقيفة بني فلان تعالجني وأعالجك فمرّ بي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «كأنك تحبه» ، قلت : وما يمنعني [قال :] «أما ليقاتلنّك وهو الظالم» قال الزبير : اللهم ، ذكّرتني ما قد نسيت قال : فولّى راجعا [٤٣٦٢].
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، قالوا : أنا أبو بكر الخطيب.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان ، نا أبو محمد عبيد الله بن موسى ، نا سكين بن عبد العزيز حدثنا حديث العبدي ، عن عجوز من (٢) عبد القيس كانت تداوي الجرحى مع علي بن أبي طالب أنها قالت : ألا (٣) ذات يوم شاهدة يوم الجمل إذ جاء راكب على فرس ينادي : ألا فيكم عمار؟ فقال عمار : هذا
__________________
(١) بالأصل : ووقف.
(٢) بالأصل : بن.
(٣) كذا بالأصل وم ، ولعله : إني.