ما عسى أن يقولوا في الزبير بن العوام؟ رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم وقد قام فجلس الزبير يذب عن وجهه حتى استيقظ فقال له : «يا أبا عبد الله لم تزل» قال : لم أزل بأبي أنت وأمي ، قال : «هذا جبريل يقرئك السلام ويقول أنا معك يوم القيامة حتى أذبّ عن وجهك شرر جهنم».
ما عسى أن يقولوا في سعد بن أبي وقاص؟ سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول يوم بدر ، وقد أوتر قوسه أربع عشرة مرة فيدفعها إليه ، ويقول (١) : «ارم فداك أبي وأمي.
ما عسى أن يقولوا في عبد الرحمن بن عوف؟ رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم وهو في منزل فاطمة والحسن والحسين ـ ابنا علي ـ يبكيان جوعا ويتضوران ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : من يصلنا بشيء؟ فطلع عبد الرّحمن بن عوف بصحفة فيها حيس ورغيفين (٢) بينهما إهالة (٣) ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «كفاك الله أمر دنياك ، فأمر آخرتك فأنا لها ضامن» [٤٣٥٤].
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا محمود بن جعفر بن محمد ، أنا عمر بن أبي الحسين بن أحمد بن جعفر ، أنا إبراهيم بن السندي بن علي ، أنا أبو عبد الله الزّبير بن بكّار ، حدثني محمد بن الضّحّاك ، عن المنذر بن عبد الله ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن مروان بن الحكم أنه حدثنا : أن عثمان بن عفان اشتكى عام الرّعاف حتى قعد عن الحج قال : فدخل عليه رجلان ، فقال أحدهما : استخلف يا أمير المؤمنين ، فقال عثمان : أو قالوا؟ فقال : نعم ، قال : [من؟] فسكت وجلس قال : ثم دخل الآخر ، فقال : استخلف يا أمير المؤمنين فقال : أو قالوه؟ قال : نعم ، قال : فسكت ، فقال عثمان : ولعلهم قالوا الزبير بن العوام؟ قالوا : نعم ، فقال عثمان : والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت ، وإن كان لأحبهم إلى النبي صلىاللهعليهوسلم. قال عروة : أخبر به مروان ولا إخاله يهتم لنا.
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمد الجوهري.
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، قالا : أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني ، أبي ، نا زكريا بن عدي ، حدثنا علي بن مسهر ،
__________________
(١) بالأصل : «ليقول» والمثبت عن المختصر.
(٢) كذا ، والصواب : ورغيفان.
(٣) الإهالة : للشحم ، أو ما أذيب منه ، أو الزيت ، وكل ما ائتدم به (القاموس).