أبي يزيد الحمصي ، عن رجاء بن حيوة : أنه رأى في المنام أن قل ، قال : وما أقول؟ فقيل له : اللهم إني أسألك السبق إلى رضوانك والمسارعة فيه بالقول والعمل والسّرّ والعلانية ، وأعوذ بك من سخطك ومنازل سخطك ، وما قرّب من سخطك من قول وعمل في السّرّ والعلانية.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوه (١) ، أنا أبو الحسن اللبناني ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد ، نا محمّد بن جعفر بن عون ، نا المسعودي أخو أبي العميس ، عن أبي عتبة ، عن رجاء بن حيوة ، قال : ما أكثر عبد ذكر الموت إلّا نزل القدح والحسد.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني المثنى بن معاذ العنبري ، نا أبي ، عن المسعودي ، عن أبي عتبة ، عن رجاء بن حيوة فذكر مثله ، كذا قال ، ولعله : البذخ (٢) أو الحقد.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ أنا أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن معاذ الدّاراني ، نا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي ، نا أبو الاصبغ عبد الله بن يزيد ، نا صفوان بن صالح ، نا عبد الله بن كثير القاري ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، قال : كنا مع رجاء (٣) بن حيوة ، فتذاكرنا شكر النعم ، فقال : ما أحد يقوم يشكر نعمة ، وخلفنا رجل على رأسه كساء ، فكشف الكساء عن رأسه فقال : ولا أمير المؤمنين؟ قلنا : وما ذكر أمير المؤمنين هاهنا إنما أمير المؤمنين رجل من الناس فغفلنا عنه ، فالتفت رجل (٤) فلم يره ، فقال : أتيتم من صاحب الكساء ، ولكن إن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا ، فما علمنا إلّا وهو بحرسيّ قد أقبل فقال : أجيبوا أمير المؤمنين ، فأتينا باب هشام ، فأذن لرجاء من بيننا ، فلما دخل عليه قال : هيه يا رجاء يذكر أمير المؤمنين فلا تحتج ، قال : فقلت : وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ [قال :] فلا تحتج ، قال : فقلت : وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال : ذكرتم شكر النعم فقلتم : ما أحد يقوم بشكر نعمة ، قيل لكم : ولا أمير المؤمنين؟ فقلتم : أمير
__________________
(١) ضبطت عن التبصير.
(٢) مهملة بدون نقط بالأصل وم والمثبت عن مختصر ابن منظور ٨ / ٣١٥.
(٣) بالأصل وم : «جابر» والصواب ما أثبت ، وهو صاحب الترجمة.
(٤) في سير الأعلام : رجاء.