ياءات على الوجه المتقدم فقلبت الهمزة الثانية ياء لسكونها وإنكسار ما قبلها ولم يقلب الواو بعد الياء الساكنة المنقلبة عنها ياء بإعلال ـ سيّد ـ لعروض الياء لحدوثها بالوقوع بعد الهمزة الوصلية المكسورة ، الّتي هي في معرض الزوال في الدرج واعلال الياءات كما مرّ.
ومثل : اطلخم ـ من غزا هو ـ إغزوّا ـ على هيئة ـ إيويّا ـ في الحركات والسكنات وأصله ـ إغزووو ـ بثلاث واوات وإعلالها كالياءات الثلاث المذكورة ، وقس على هذا ففي مثل ما ذكر يضطرّ إلى اعلالين فصاعدا ، واتفاق ذلك في مثله ليس بمناف لإستكراهه ورجحان العدول عنه مهما أمكن.
ومن ثمّ بنى عليه كثير من المطالب في الأبواب المتقدمة(وسئل أبو علي) الفارسي (عن مثل : ما شاء الله) كيف يبني (من أولق فقال :) أبو علي في الجواب المبني منه مثله هو (ما ألق الالاق) لأن ما كلمة موضوعة على حرفين فلا يمكن بناء مثلها من أولق ، لأن اعتبار مثل ذي الحرفين من ذي الثلاثة فما فوقها إنّما يكون باسقاط بعض الحروف عنه بالكلية وهو هدم لا بناء.
وهذا بخلاف ما حذف لاعلال يقتضيه على إعتباره في أصل البناء والواو مزيدة في ـ أولق ـ فالمبني من اصوله كأصل شاء هو ـ ألق ـ على «فعل» بالكسر والمبني منها كالأصل في ـ الله ـ هو الالاق فان أصله : ـ الألاه ـ على انّه «فعال» بمعنى المألوه من ـ اله ـ بمعنى : عبد.
ثمّ ان حذف الهمزة وان جعلناه على قياس تخفيفها بنقل حركتها إلى ما قبلها لكن غلبة الحذف الّتي اتفقت فيه ليست بقياس فالحذف الواقع فيه كأنه ليس بقياس ، لكونه على وجه الغلبة الخارجة عن القياس ، وكذلك الادغام الواقع فيه ليس بقياس ، لأنه ادغام مثلين متحركين في كلمتين قد عرض التقاؤهما فان لام التعريف كلمة برأسها وتحركة بالحركة المنقولة من الهمزة ، فلذلك لم يعتبر الحذف والادغام في ـ الإلاق ـ المبني كأصله فانّه إنّما يحذف من الفرع ما حذف من الأصل