فالشرط فيها نفي التضعيف فقط ، (ك ـ جهنيّ) في : جهينة ـ مصغرة ـ ، لأبي قبيلة ، ورجل آخر ، قيل ورد فيه قوله :
تسائل عن حصين كلّ ركب |
|
وعند جهينة الخبر اليقين (١) |
والمجرّد عن التاء في الثلاثة يبقى فيه الواو ، والياء ، نحو : تميميّ ، وسلوليّ ، وحسينيّ ، للفرق بين النسبة إلى المذكر في اللفظ والمؤنث فيه ، ولم يعكس ، لأنّ المذكر أولى بعدم التغيير ، ولأنّ المؤنث أثقل وبالتخفيف أجدر.
وعند تحقّق الشرايط المذكورة لا مانع فيه من التخفيف بالحذف ، (بخلاف) : ما فقد فيه بعض الشروط ، نحو : (شديديّ) وملوليّ ، ـ في شديدة ، وملولة ـ على «فعيلة ، وفعولة» من ـ الملال ـ لوجود التضعيف ، (وطويليّ) ، وقووليّ ، في طويلة وقوولة ـ ، لاعتلال العين ، فانّه لو حذفت الواو ، والياء منها اجتمع مثلان في المضاعف فحكمه الادغام ، وانقلبت العين المعتلة ـ ألفا ـ ، لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، فيحصل : شديّ ، ومليّ ، وطاليّ ، وقاليّ ، فمع الاشتمال على كثرة التغييرات يقع الالتباس بالنسبة إلى : شدّ ، وطال ، وملّ ، وقال ، ـ اعلاما ـ مثلا ، ولا ينقلب العين من طويلة ، وقوولة ، ونحوها مع تحرّكه وانفتاح السابق ـ ألفا ـ ، لعدم موازنة الفعل الّتي هي شرط في القلب ، كما يجيء في باب الاعلال.
وكذا لو حذفت ـ الياء ـ من «فعيلة» مصغرة إذا كانت مضاعفة لزم الادغام وكثرة التغيير والالتباس ، بخلاف المعتلة العين منها ، ك ـ عيينة ـ بيائين ـ فالنسبة إليها : عينيّ كجهنيّ ، ولا يلزم قلب الياء الباقية ألفا لانضمام ما قبلها.
__________________
(١) والظاهر ان هذا البيت لأخنس. قد يقال : ان حصين بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل من بني جهينة يقال له الأخنس فنزلا منزلا فقام الجهنيّ إلى الكلابي فقتله وأخذ ماله وكانت صخرة بنت عمرو بن معاوية تبكيه في المواسم فقال الأخنس : تسائل عن حصين الخ.
ويقال : ان جهينة آخر رجل يخرج من النار ويدخل الجنّة.