بمعنى أظن فوافقه في الإلغاء كما وافقه في المعنى ، ورد بأن أعلم وعلم أيضا متوافقان في المعنى فيلزم تساويهما في الإلغاء وقد ورد السماع بإلغائهما ، حكي : البركة أعلمنا الله مع الأكابر ، وقال الشاعر :
٦٢١ ـ وأنت أراني الله أمنع عاصم
واستدل ابن مالك للتعليق بقوله تعالى : (يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) [سبأ : ٧] الآية ، وقول الشاعر :
٦٢٢ ـ حذار فقد نبّئت إنّك للّذي |
|
ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى |
جواز حذف هذه المفاعيل الثلاثة أو بعضها :
(ص) وحذفها وأحدها لدليل جائز ، وأما دونه فمنع سيبويه وابن الباذش وابن طاهر حذف الأول والاقتصار عليه ، وجوز الأكثر حذف الأول دونهما أو هما دونه ، والشلوبين حذفه دونهما ، والجرمي عكسه.
(ش) يجوز حذف هذه المفاعيل الثلاثة وبعضها لدليل كقولك لمن قال : أأعلمت زيدا بكرا قائما؟ : أعلمت ، وأما الاقتصار وهو الحذف لغير دليل ففيه مذاهب :
أحدها : وعليه الأكثر منهم المبرد وابن كيسان ورجحه ابن مالك وخطاب يجوز حذف الأول بشرط ذكر الآخرين ، أو الآخرين بشرط ذكر الأول ، كقولك : أعلمت كبشك سمينا بحذف المعلم ، أو أعلمت زيدا بحذف الثاني والثالث ، إن لم يخل الكلام من فائدة بذكر المعلم به في الصورة الأولى والمعلم في الثانية.
الثاني : وعليه سيبويه وابن الباذش وابن طاهر وابن خروف وابن عصفور لا يجوز حذف الأول ولا الاقتصار عليه وحذف الآخرين ، بل لا بد من الثلاثة ؛ لأن الأول كالفاعل فلا يحذف ، والآخران كهما في باب ظن ، وقد منع هؤلاء حذفهما فيه اقتصارا.
الثالث : وعليه الشلوبين يجوز حذف الأول فقط مع ذكر الآخرين نحو : أعلمت
__________________
٦٢١ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٨٠ ، وشرح الأشموني ١ / ١٦٦ ، ٣ / ٣٩ ، وشرح التصريح ١ / ٢٦٦ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٧٩ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٤٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٢٧.
٦٢٢ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٨١ ، وشرح التصريح ١ / ٢٦٦ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٤٧ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٨٥.