٢١٦ ـ وذكرها هنّت ولات هنّت
وقد يشار بهناك وهنالك وهنا المشددة للزمان كقوله تعالى : (هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) [الأحزاب : ١١] ، أي : في ذلك الزمان ؛ لقوله قبل : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) [الأحزاب : ١٠] ، وقوله : (هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ) [يونس : ٣٠] ، وقول الأفوه :
٢١٧ ـ وإذا الأمور تعاظمت وتشابهت |
|
فهناك يعترفون أين المفزع |
وقول الآخر :
٢١٨ ـ حنّت نوار ولات هنّا حنّت
أي : ولا حان في هذا الوقت ، وذهب المفضل إلى أن هناك للمكان ، وهنالك للزمان.
أداة التعريف
(ص) أداة التعريف قال الخليل وابن كيسان وابن مالك : أل فالهمزة قطع ، وقيل : وصل ، وعليه سيبويه. قال أبو حيان وجميع النحاة : اللام ، وتخلفها أم ، وقيل : فيما لا يدغم فيه.
(ش) النكتة التي لأجلها قدمت هذا الباب على الموصول تأتي ختم المقدمات بالخاتمة المشتملة على معاني من وما وأي الخارجة عن الموصولية ، فإن ذكرها عقب الموصول على سبيل التذييل مناسب وكونها مفردة بخاتمة أنسب ، وفيه توفية بعادتي في هذا الكتاب ، وهو ختم كل كتاب من الكتب السبعة بخاتمة ، كما صنع ابن السبكي في «جمع الجوامع» الأصلي ، إلى أن ختمت الكتاب السابع بخاتمة في الخط ، كما ختم هو الكتاب السابع بخاتمة في التصوف ، وانضم إلى ما صنعته هنا مناسبتان :
__________________
٢١٦ ـ الرجز للعجاج في ديوانه ١ / ٤٢٣ ، واللسان ، مادة (هنأ ، هنا) ، والتهذيب ٥ / ٣٧٦ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٢٧.
٢١٧ ـ البيت من الكامل ، وهو للأفوه الأودي في ديوانه ص ١٩ ، وتخليص الشواهد ص ١٢٨ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٢١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٢٦.
٢١٨ ـ البيت من الكامل ، وهو لشبيب بن جعيل في شرح المغني ص ٩١٩ ، والمؤتلف والمختلف ص ٨٤ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤١٨ ، ولحجل بن نضلة في شرح المفصل ٣ / ١٥ ، ١٧ ، والشعر والشعراء ص ١٠٢ ، ولهما معا في الخزانة ٤ / ١٩٥ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٣٠ ، تذكرة النحاة ص ٧٣٤ ، والجنى الداني ص ٤٨٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٥٠.