الكلمة حدها وأقسامها
(ص) الكلام في المقدمات : الكلمة قول مفرد مستقل ، وكذا منوي معه على الصحيح ، وشرط قوم كونه حرفين.
(ش) الكلمة لغة تطلق على الجمل المفيدة قال الله تعالى : (وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) [التوبة : ٤٠] ، أي : لا إله إلا الله ، (تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ) [آل عمران : ٦٤] ، (كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها) [المؤمنون : ١٠٠] ، إشارة إلى قوله : (رَبِّ ارْجِعُونِ) [المؤمنون : ٩٩] وما بعده ، في حديث الصحيحين : «الكلمة الطيبة صدقة» (١) ، و «أفضل كلمة قالها شاعر كلمة لبيد :
١ ـ ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل |
|
...» (٢) |
وهذا الإطلاق منكر في اصطلاح النحويين ولذا لا يتعرض لذكره في كتبهم بوجه ، كما قال ابن مالك في شرح التسهيل وإن ذكره في الألفية ، فقد قيل : إنه من أمراضها التي لا دواء لها ، وقد اختلفت عباراتهم في حد الكلمة اصطلاحا ، وأحسن حدودها : قول مفرد مستقل أو منوي معه ، فخرج بتصدير الحد بالقول غيره من الدوال كالخط والإشارة ، وبالمفرد وهو ما لا يدل جزؤه على جزء معناه المركب ، وبالمستقل أبعاض الكلمات الدالة على معنى ، كحروف المضارعة وياء النسب وتاء التأنيث وألف ضارب فليست بكلمات ؛
__________________
١ ـ البيت من الطويل ، وهو للبيد بن ربيعة في ديوانه ص ٢٥٦ ، وجواهر الأدب ص ٣٨٢ ، والخزانة ٢ / ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، وشرح الأشموني ١ / ١١ ، وشرح التصريح ١ / ٢٩ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٣٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٧٠.
(١) أخرجه البخاري كتاب الجهاد والسير باب من أخذ بالركاب وغيره (٢٩٨٩) وسلم كتاب الزكاة باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع (١٠٠٩)
(٢) أخرجه البخاري كتاب المناقب ، باب أيام الجاهلية (٣٨٤١) ومسلم كتاب الشعر ، باب .. (٢٢٥٦).