الرابعة : الجمهور على أن الضمير العائد إلى النكرة معرفة كسائر الضمائر وذهب بعضهم إلى أنه نكرة ؛ لأنه لا يخص من عاد إليه من بين أمته ، ولذا دخلت عليه رب في نحو : ربه رجلا ، ورد بأنه يخصصه من حيث هو مذكور ، وذهب آخرون إلى أن العائد على واجب التنكير نكرة كالحال والتمييز ، بخلاف غيره كالفاعل والمفعول.
الخامسة : الجمهور على أنه لا واسطة بين النكرة والمعرفة ، وقال بها بعضهم في الخالي من التنوين واللام نحو : ما ومن وأين ومتى وكيف.
المضمر
(ص) المضمر ويسمى الكناية ، قسمان : متصل لا يقع أولا ، ولا تلو إلا في غير ضرورة في الأصح ، وهو تاء تضم لمتكلم ، وتفتح لمخاطب ، وتكسر لمخاطبة ، ونون الإناث ، وواو ، وألف لغير متكلم ، وياء لمخاطبة ، وهي مرفوعة ، وقيل : الأربعة علامات ضمير مستكن ، ونا لمعظم أو مشارك لرفع ونصب وجر ، وكاف لخطاب ، وهاء لغائب ، وياء لمتكلم منصوبة ومجرورة.
(ش) هذا مبحث المضمر والتعبير به وبالضمير للبصريين ، والكوفيون يقولون الكناية والمكني ، ولكونه ألفاظا محصورة بالعد استغنينا عن حده كما هو اللائق بكل معدود كحروف الجر ، فنقول : هو قسمان : متصل ومنفصل ، فالأول تسعة ألفاظ : منها ما لا يقع إلا مرفوعا ، وهو خمسة ألفاظ :
أحدها : التاء المفردة وهي مضمومة للمتكلم ، مفتوحة للمخاطب ، مكسورة للمخاطبة ، وفعل ذلك للفرق ، وخص المتكلم بالضم ؛ لأنه أول عن المخاطب فكان حظه من الحركات الحركة الأولى ، وقيل : لأنه إذا أخبر لا يكون إلا واحدا وإذا خاطب فقد يخاطب أكثر من واحد ، فألزم الحركة الثقيلة مع اسمه والخفيفة مع الخطاب ؛ لأنه أكثر ، ويعطف بعضه على بعض ، وكسروا المؤنث ؛ لأن الكسرة من علامة التأنيث ، وقيل : لأنه لم يبق حركة غيرها.
قال أبو حيان : وهذه التعاليل لا يحتاج إليها ؛ لأنها تعليل وضعيات ، والوضعيات لا تعلل.
الثاني : النون المفردة وهي لجمع الإناث مخاطبات أو غائبات نحو : اذهبن يا هندات ، والهندات ذهبن ، وهي مفتوحة أبدا.