الثاني : المراد به مجرد اللفظ وهو الذي لا يكون اسما للجملة نحو : قلت كلمة ، هذا ما ذهب إليه الزجاجي والزمخشري وابن خروف وابن مالك ، وجعلوا منه (يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) [الأنبياء : ٦٠] ، أي : يقول له الناس إبراهيم ، أي : يطلقون عليه هذا الاسم ، وذهب جماعة منهم ابن عصفور إلى أنه لا ينصب بالقول ، بل يحكى ، أما المفرد غير ما ذكر فليس فيه إلا الحكاية على تقدير متم الجملة كقوله :
٦١٢ ـ إذا ذقت فاها قلت : طعم مدامة
أي : طعمه طعم مدامة ، وقد يضاف لفظ قول ولفظ قائل إلى الكلام المحكي ، كما يضاف سائر المصادر والصفات كقوله :
٦١٣ ـ قول يا للرّجال ينهض منّا |
|
مسرعين الكهول والشّبّانا |
وقوله :
٦١٤ ـ وأجبت قائل : كيف أنت بصالح
وقد يغني القول عن المحكيّ به بأن يحذف لظهوره كقوله :
٦١٥ ـ لنحن الألى قلتم فأنّى ملئتم |
|
برؤيتنا قبل اهتمام بكم رعبا |
أي : قلتم نقاتلهم ، وقد يحذف القول دون المحكي به وهو كثير حتى قال : ومنه (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ) [آل عمران : ١٠٦] ، أي : فيقال لهم : أكفرتم.
الثالث : أن يعمل عمل ظن فينصب المفعولين وذلك في لغة بني سليم مطلقا يقولون :قلت زيدا قائما من غير اعتبار شرط من الشروط الآتية ، واختلف هل يعملونه باقيا على معناه أو لا يعملونه حتى يضمن معنى الظن؟ على قولين اختار ثانيهما ابن جني ، وعلى الأول الأعلم وابن خروف وصاحب «البسيط» ، واستدلوا بقوله :
__________________
٦١٢ ـ البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ١١٠ ، وبلا نسبة في اللسان (تجر) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٩٠.
٦١٣ ـ البيت من الخفيف ، وهو بلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢ / ٢٣٧ ، ومغني اللبيب ٢ / ٤٢٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٦٠.
٦١٤ ـ البيت من الكامل ، وهو بلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢ / ٨٣٧ ، ومغني اللبيب ٢ / ٤٢٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٠٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٤٤.
٦١٥ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في شفاء العليل ص ٤٠٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٣.