(ش) فيه مسائل :
الأولى : تسد عن المفعولين في هذا الباب أن المشددة ومعمولاها نحو : ظننت أن زيدا قائم ، (أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة : ٢٥٩] ، وإن كانت بتقدير اسم مفرد للطول ولجريان الخبر والمخبر عنه بالذكر في الصلة ، ثم لا حذف فيه عند سيبويه ، وذهب الأخفش والمبرد إلى أن الخبر محذوف والتقدير أظن أن زيدا قائم ثابت أو مستقر ، وكذا يسد عنهما أن وصلتها نحو : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا) [العنكبوت : ٢] ؛ لتضمن مسند ومسند إليه مصرح بهما في الصلة.
الثانية : حكم هذين المفعولين في التقديم والتأخير كما لو كانا قبل دخول هذه الأفعال فالأصل تقديم المفعول الأول وتأخير الثاني ، ويجوز عكسه ، وقد يجب الأصل في نحو : ظننت زيدا صديقك ، وقد يجب خلافه في نحو : ما ظننت زيدا إلا بخيلا ، وأسباب الوجوب في الشقين معروفة في باب الابتداء.
الثالثة : للمفعول الثاني هنا من الأقسام والأحوال ما لخبر كان ، وذلك معروف مما هناك.
حذف المفعولين أو أحدهما
(ص) ويجوز حذفهما لدليل لا أحدهما دونه وفاقا ، ويجوز له في الأصح لا هما دونه ، وفاقا للأخفش والجرمي ، وجوزه الأكثر مطلقا ، والأعلم في الظن لا العلم ، وإدريس سماعا في ظن وخال وحسب ، فإن وقع محلهما ظرف أو ضمير أو إشارة لم يقتصر إن كان أحدهما ، ولا دليل لا إن لم يكنه.
(ش) الحذف لدليل يسمى اختصارا ، ولغير دليل يسمى اقتصارا ، فحذف المفعولين هنا لدليل جائز وفاقا كقوله :
٥٩٠ ـ بأيّ كتاب أم بأيّة سنّة |
|
ترى حبّهم عارا عليّ وتحسب |
__________________
٥٩٠ ـ البيت من الطويل ، وهو للكميت في الخزانة ٩ / ١٣٧ ، وشرح التصريح ١ / ٢٥٩ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٦٩٢ ، والمحتسب ١ / ١٨٣ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤١٣ ، ٣ / ١١٢ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٦٩ ، وشرح الأشموني ١ / ١٦٤ ، ٢ / ٣٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٢٥ ، وتقدم البيت عرضا مع الشاهد ٢٦٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٦٧.