وجعل بمعنى صير نحو : (فَجَعَلْناهُ هَباءً) [الفرقان : ٢٣] ، ووهب حكى ابن الأعرابي : وهبني الله فداءك ، أي : صيرني ، ولا يستعمل بمعنى صير إلا الماضي فقط ، ورد نحو : (لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً) [البقرة : ١٠٩] ، وترك كقوله :
٥٨٨ ـ وربّيته حتى إذا ما تركته |
|
أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه |
وتخذ واتخذ كقوله تعالى : (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) [الكهف : ٧٧] ، وفي قراءة : (لَاتَّخَذْتَ) ، (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) [النساء : ١٢٥] ، وأنكر بعضهم تعدي ترك وتخذ واتخذ إلى اثنين ، وقال : إنما يتعدى إلى واحد ، والمنصوب الثاني حال ، قال ابن مالك : وألحق ابن أفلح بأصار أكان المنقولة من كان بمعنى صار ، قال : وما حكم به جائز قياسا لا أعلمه مسموعا ، وقال أبو حيان : لا أعلم أحدا من النحاة يقال له : ابن أفلح ، لكن في شيوخ الأعلم رجل اسمه مسلم بن أحمد بن أفلح الأديب يكنى أبا بكر ، أخذ كتاب سيبويه عن أبي عمر بن الحباب ، قال : وما قاله ابن مالك من أنه جائز قياسا ممنوع ، فإن مذهب سيبويه أن النقل بالهمز قياس في اللازم سماع في المتعدي ، وكان بمعنى صار تجري مجرى المتعدي ، فلا يكون النقل فيه بالهمز قياسا ، وألحق العرب ب : رأى العلمية الحلمية فأدخلوها على المبتدأ والخبر ، ونصبوهما بها مفعولين إجراء لها مجراها من حيث إن كلا منهما إدراك بالباطن كقوله :
٥٨٩ ـ أراهم رفقتي حتّى إذا ما |
|
تولّى اللّيل وانخزل انخزالا |
وفي التنزيل : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) [يوسف : ٣٦] ، فأعمل مضارع رأى الحلمية في ضميرين متصلين لمسمى واحد ، وذلك خاص ب : علم ذات المفعولين ، وما جرى مجراها ، وألحق الأخفش بعلم سمع المعلقة بعين المخبر بعدها بفعل دال على صوت نحو : سمعت زيدا يتكلم ، بخلاف المعلقة بسموع نحو : سمعت كلاما وسمعت خطبة ، ووافقه على ذلك الفارسي وابن بابشاذ وابن عصفور وابن الصائغ وابن أبي الربيع وابن
__________________
٥٨٨ ـ البيت من الطويل ، وهو لفرعان بن الأعرف في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٤٤٥ ، واللسان (جعد) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٩٨ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ١٥٩ ، ٢ / ٢٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٢١٧ ، وانظر الحاشية التالية ، انظر المعجم المفصل ١ / ٦١.
٥٨٩ ـ البيت من الوافر ، وهو لعمرو بن أحمر في ديوانه ص ١٣٠ ، والحماسة البصرية ١ / ٢٦٢ ، وشرح التصريح ١ / ٢٥٠ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٢١ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٤٩ ، وشرح الأشموني ١ / ١٦٣ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٢٤ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٣٧.