أي : ظنني ، وقوله :
٥٧٩ ـ فهبها أمّة هلكت ضياعا |
|
يزيد أميرها وأبو يزيد |
وهي جامدة ولم يستعمل منها سوى الأمر لا ماض ولا مضارع ولا وصف ولا أمر باللام ، ويتصل به الضمير المؤنث والمثنى والجمع وزعم الحريري.
النوع الثاني : ما دل على يقين وهو خمسة أيضا أحدها علم نحو : (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ) [الممتحنة : ١٠] ، فإن كانت بمعنى عرف تعدت لواحد نحو : (لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) [النحل : ٧٨] ، أو بمعنى علم علمة فهو أعلم ، أي : مشقوق الشفة العليا فلازمة.
ثانيها وجد نحو : (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) [الأعراف : ١٠٢] ، ومصدرها وجدان عن الأخفش ، ووجود عن السيرافي ، فإن كانت بمعنى أصاب تعدت لواحد نحو : وجد فلان ضالته وجدانا ، أو بمعنى استغنى أو حزن أو حقد فلازمة ، ومصدر الأولى وجد مثلث الواو ، والثانية وجد بالفتح ، والثالثة موجدة.
ثالثها ألفى بمعنى وجد ، أثبتها الكوفية وابن مالك كقوله :
٥٨٠ ـ قد جرّبوه فألفوه المغيث إذا
وأنكرها البصرية وابن عصفور وقالوا : المنصوب ثانيا حال والألف واللام فيه في البيت زائدة.
رابعها درى بمعنى علم عدها ابن مالك كقوله :
٥٨١)) ـ دريت الوفيّ العهد يا عرو فاغتبط
قال : وأكثر ما تستعمل معداة بالباء كقوله : دريت به ، فإن دخلت عليها همزة النقل تعدت إلى واحد بنفسها ، وإلى آخر بالباء كقوله تعالى : (وَلا أَدْراكُمْ بِهِ) [يونس : ١٦] ، وقال أبو حيان : لم يعدها أصحابنا فيما يتعدى لاثنين ، ولعل البيت من باب التضمين ضمن
__________________
٥٧٩ ـ البيت من الوافر ، وهو لعقيبة بن هبيرة الأسدي في الخزانة ٢ / ٢٦٠ ، ٣ / ٣٦ ، والسمط ص ٤٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٨٥.
٥٨٠ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٤٣١ ، والخزانة ١١ / ٣٣٥ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٨٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٥١.
٥٨١ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٣٣ ، وشرح الأشموني ١ / ١٥٧ ، ٢ / ٢٣ ، وشرح التصريح ١ / ٢٤٧ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٦٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٢١٢ ، ٢١٨ ، وشرح قطر الندى ص ١٧١ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٧٢ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٣١.