ومصدره الزعم والزعم ، وذكر صاحب «العين» أن الأحسن أن توقع على أن وأن ولم يرد في القرآن إلا كذلك ، قال السيرافي : الزعم قول يقترن به اعتقاد صح أو لم يصح ، وقال ابن دريد : أكثر ما يقع على الباطل ، وفي «الإفصاح» : زعم بمعنى علم في قول سيبويه ، وقال غيره : يكون بمعنى اعتقد فقد يكون علما وقد يكون تنكرا ، ويكون أيضا ظنا غالبا ، وقيل : يكون بمعنى الكذب ، فإن كانت بمعنى كفل تعدت إلى واحد ، والمصدر الزعامة كقوله :
٥٧٧ ـ على الله أرزاق العباد كما زعم
أو بمعنى رأس تعدت تارة إلى واحد وأخرى بحرف جر ، أو بمعنى سمن أو هزل فلازمة ، يقال : زعمت الشاة بمعنى سمنت وبمعنى هزلت.
رابعها جعل بمعنى اعتقد نحو : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) [الزخرف : ١٩] ، أي : اعتقدوهم ، فإن كانت بمعنى صير فستأتي في أفعال التصيير وبمعنى أوجد نحو : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) [الأنعام : ١] ، أو أوجب نحو : جعلت للعامل كذا ، أو ألقى نحو : جعلت بعض متاعي على بعض تعدت إلى واحد ، أو بمعنى المقاربة فقد مرت في باب كاد.
خامسها هب أثبته الكوفية وابن عصفور وابن مالك كقوله :
٥٧٨ ـ فقلت أجرني أبا خالد |
|
وإلّا فهبني امرأ هالكا |
__________________
ـ وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٧١ ، ٨٣٤ ، والكتاب ١ / ١٢١ ، واللسان والتاج (زعم) ، ومغني اللبيب ٢ / ٤١٦ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٨٨ ، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص ٢١٤ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٩٦.
٥٧٧ ـ البيت من الطويل ، وهو لعمرو بن شأس في ديوانه ص ١٠٥ ، والخزانة ٩ / ١٣١ ، ١٣٢ ، واللسان والتاج (زعم) ، ولمضرس بن ربعي في معجم الشعراء ص ٣٠٧ ، ومعجم البلدان (ضمر) ، ولعبادة بن أنف الكلب في الوحشيات ص ٦٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨١١.
٥٧٨ ـ البيت من المتقارب ، وهو لعبد الله بن همام السلولي في تخليص الشواهد ص ٤٤٢ ، والخزانة ٩ / ٣٦ ، وشرح التصريح ١ / ٢٤٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٩٢٣ ، واللسان ١ / ٨٠٤ ، مادة (وهب) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٧٨ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٣٧ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٤٨ ، وشرح شذور الذهب ١ / ٤٦٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٢١٦ ، ومغني اللبيب ٢ / ٥٩٤ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦١٨ ، وفي نسخة (أبا مالك) بدلا من (أبا خالد).