عليها وعلى الأسماء وكل ذلك لا دليل عليه ، ومردود بسماع الإعمال نحو : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) [هود : ١١١] ، (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) [الطارق : ٤] قرئا بالنصب ، وسمع إن عمرا لمنطلق.
أن المفتوحة المخففة :
(ص) وتخفف أن ، فثالثها الأصح تعمل جوازا في مضمر لا ظاهر ، ولا يلزم أن يكون الشأن على الأصح ، والخبر جملة اسمية مجردة ، أو مع لا ، أو شرط ، أو رب ، أو فعلية ، فإن تصرف ولم يكن دعاء قرن غالبا بنفي أو لو أو قد أو تنفيس.
(ش) تخفف أن المفتوحة ، وفي إعمالها حينئذ مذاهب :
أحدها : أنها لا تعمل شيئا لا في ظاهر ولا في مضمر ، وتكون حرفا مصدريا مهملا كسائر الحروف المصدرية ، وعليه سيبويه والكوفيون.
الثاني أنها تعمل في المضمر وفي الظاهر نحو : علمت أن زيدا قائم ، وقرئ : (أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها) [النور : ٩] ، وعليه طائفة من المغاربة.
الثالث أنها تعمل جوازا في مضمر لا ظاهر ، وعليه الجمهور ، قال ابن مالك : فإن قيل : ما الذي دعا إلى تقدير اسم لها محذوف وجعل الجملة بعدها في موضع خبرها؟ وهلا قيل : إنها ملغاة ، ولم يتكلف الحذف؟ فالجواب أن سبب عملها الاختصاص بالاسم فما دام الاختصاص ينبغي أن يعتقد أنها عاملة ، وكون العرب تستقبح وقوع الأفعال بعدها إلا بفصل ، ثم لا يلزم أن يكون ذلك الضمير المحذوف ضمير الشأن كما زعم بعض المغاربة ، بل إذا أمكن عوده إلى حاضر أو غائب معلوم كان أولى ، ولذا قدر سيبويه في (أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا) [الصافات : ١٠٤ ـ ١٠٥] أنك ولا يكون خبرها مفردا ، بل جملة إما اسمية مجردة صدرها المبتدأ نحو : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) [يونس : ١٠] ، أو الخبر نحو :
٥٣٤ ـ أن هالك كلّ من يحفى وينتعل
__________________
٥٣٤ ـ البيت من البسيط ، وهو للأعشى في ديوانه ص ١٠٩ ، والأزهية ص ٦٤ ، والإنصاف ص ١٩٩ ، وتخليص الشواهد ص ٣٨٢ ، والخزانة ٥ / ٤٢٦ ، ٨ / ٣٩٠ ، ١٠ / ٣٩٣ ، ١١ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٧٦ ، والكتاب ٢ / ١٣٧ ، ٣ / ٧٤ ، ١٦٤ ، ٤٥٤ ، والمحتسب ١ / ٣٠٨ ، ومغني اللبيب ١ / ٣١٤ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢٨٧ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٩٨.