الرابع بعد حتى غير الابتدائية وهي العاطفة والجارة نحو : عرفت أمورك حتى أنك فاضل ، فإن قدرتها عاطفة كان في موضع نصب ، أو جارة ففي موضع جر ، أما الابتدائية فتكسر بعدها نحو : مرض حتى إنه لا يرجى.
الخامس بعد أما المخففة إذا كانت بمعنى حقا ، فإن كانت بمعنى ألا الاستفتاحية كسرت بعدها ، وروي بالوجهين قولهم : أما إنك ذاهب فخرجت على المعنيين.
السادس بعد لا جرم غالبا قال تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ) [النحل : ٦٢] ، أي : حقا ، وبعض العرب أجراها مجرى اليمين فكسر إن بعدها.
السابع إذا وقعت في موضع جر بحرف أو إضافة نحو : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ) [الحج : ٦] ، (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ) [الذاريات : ٢٣].
الثامن إذا وقعت في موضع رفع بفعل بأن تقع فاعله أو نائبا عنه نحو : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ) [العنكبوت : ٥١] ، (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ) [الجن : ١] ، أو بابتداء بأن تقع مبتدأة نحو : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) [فصلت : ٣٩] ، بخلاف ما إذا وقعت في موضع رفع على الخبر فإنها تكسر كما تقدم.
التاسع إذا وقعت في موضع نصب غير خبر نحو : (وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ) [الأنعام : ٨١] ، بخلاف نحو : حسبت زيدا إنه قائم ، فإنها في موضع نصب لكنها خبر في المعنى فتكسر ، وهي في هذه المواضع كلها مؤولة مع معمولها بمصدر مفرد مأخوذ من لفظ خبرها إن كان مشتقا نحو : بلغني أنك منطلق أو تنطلق ، أي : انطلاقك ، ومن الاستقرار إن كان ظرفا أو مجرورا نحو : بلغني أن زيدا عندك أو في الدار ، أي : استقراره ، ومن الكون إن كان اسما جامدا نحو : بلغني أن هذا زيد ، أي : كونه زيدا ، وأنكر ذلك السهيلي وقال : إنما يؤول بالمصدر أن الناصبة للفعل ؛ لأنها أبدا مع الفعل المتصرف ، وأن المشددة إنما تؤول بالحدث ؛ لأن خبرها قد يكون جامدا وهو لا يشعر بالمصدر ؛ لأنه لا فعل له ، وأجيب بأنه يقدر بالكون كما تقدم.
الحال الثالث ما يجوز فيه الأمران ، فباعتبار تقديرها جملة تكسر ، وباعتبار تقديرها بمصدر تفتح ، وذلك في مواضع :