الأول بعد إذا الفجائية كقوله :
٥١٦ ـ وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا |
|
إذا إنّه عبد القفا واللهازم |
روي بالكسر على عدم التأويل ، وبالفتح على معنى إذا عبوديته حاصلة.
الثاني بعد فاء الجزاء نحو : (مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام : ٥٤] قرئ بالكسر وبالفتح على معنى : فالغفران حاصل ، ومنه نحو : أما في الدار فإن زيدا قائم.
الثالث بعد أي المفسرة.
الرابع إذا وقعت إن خبرا عن قول وخبرها قول وفاعل القولين واحد نحو : أول ما أقول أو أول قولي أني أحمد الله ، فالفتح على تقدير حمد الله.
الخامس بعد مذ ومنذ نحو : ما رأيته مذ أو منذ أن الله خلقني ، أجاز الأخفش الكسر وصححه ابن عصفور ؛ لأن مذ ومنذ يليهما الجمل ، ومنعه بعضهم ؛ لأن الجملة بعدها بتأويل المصدر ، وصرح سيبويه وابن السراج بجواز الفتح ساكتين عن إجازة الكسر ، وامتناعه ولم يقل أحد بتعين الكسر وامتناع الفتح.
(ص) والأصح أن المفتوحة فرع المكسورة ، وثالثها أصلان ، والمختار وفاقا للزمخشري وابن الحاجب أنها بعد لو فاعل ثبت مقدرا ، قال سيبويه : مبتدأ لا خبر له ، أو مقدر قبل أو بعد أقوال ، ولا يجب كون الخبر بعدها فعلا ، خلافا للزمخشري والسيرافي مطلقا ، ولابن الحاجب في المشتق.
(ش) فيه مسألتان :
الأولى : الأصح أن إن المكسورة الأصل والمفتوحة فرع عنها ؛ لأن الكلام مع المكسورة جملة غير مؤولة بمفرد ، ومع المفتوحة مؤول بمفرد وكون المنطوق به جملة من كل وجه أو مفردا من كل وجه أصل لكونه جملة من وجه ومفردا من وجه ، ولأن المكسورة مستغنية بمعمولها عن زيادة ، والمفتوحة لا تستغني عن زيادة ، والمجرد من الزيادة أصل ،
__________________
٥١٦ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٣٣٨ ، وتخليص الشواهد ص ٣٤٨ ، والجنى الداني ص ٣٧٨ ، ٤١١ ، وجواهر الأدب ص ٣٥٢ ، والخزانة ١٠ / ٢٦٥ ، والخصائص ٢ / ٣٩٩ ، وشرح الأشموني ١ / ١٣٨ ، ٢٧٦ ، وشرح التصريح ١ / ٢١٨ ، وشرح شذور الذهب ص ٢٦٩ ، وشرح ابن عقيل ص ١٨١ ، ١ / ١٣٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٢٨.