الثاني أن تقع حالا نحو : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) [الأنفال : ٥].
الثالث أن تقع محكية بالقول نحو : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ) [مريم : ٣٠].
الرابع أن تقع قبل لام معلقة نحو : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) [المنافقون ١].
الخامس أن تقع خبر اسم عين نحو : زيد إنه منطلق بناء على إجازة ذلك وهو رأي البصريين ، والكوفيون يمنعون صحة هذا التركيب أصلا ، فالخلاف عائد إلى أصل المسألة لا الكسر وهما متلازمان.
السادس إذا وقعت مبدوءا بها نحو : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) [القدر : ١] قال أبو حيان : وليس وجوب كسرها حينئذ مجمعا عليه ، فقد ذهب بعض النحويين إلى جواز الابتداء بأن المفتوحة أول الكلام فتقول : أن زيدا قائم عندي ، ودخل في المبدوء بها الواقعة بعد حيث فتكسر ؛ لأنها لا تضاف إلا إلى جملة نحو : اجلس حيث إن زيدا جالس ، ومن أجاز إضافتها إلى مفرد أجاز الفتح.
السابع إذا وقعت جواب قسم نحو : والله إن زيدا قائم هذا مذهب البصريين ، وبه ورد السماع ، وقيل : يجوز فتحها مع اختيار الكسر ، وقيل : يجوزان مع اختيار الفتح وعليه الكسائي والبغداديون ، وقيل : يجب الفتح وعليه الفراء ، قال في «البسيط» : وأصل هذا الخلاف أن جملتي القسم والمقسم عليه هل إحداهما معمولة للأخرى فيكون المقسم عليه مفعولا لفعل القسم أو لا؟ وفي ذلك خلاف ، فمن قال : نعم فتح ؛ لأن ذلك حكم إن إذا وقعت مفعولا ، ومن قال : لا وإنما هي تأكيد للمقسم عليه لا عاملة فيه كسر ، ومن جوز الأمرين أجاز الوجهين.
الحال الثاني ما يجب فيه الفتح وذلك في مواضع :
الأول بعد لو لا نحو : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) [الصافات : ١٤٣].
الثاني بعد لو نحو : (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا) [الحجرات : ٥].
الثالث بعد ما الظرفية نحو : لا أكلمك ما أن في السماء نجما.