٥٠٨ ـ إنّ محلّا وإنّ مرتحلا
أي : لنا في الدنيا محلّا ، وإن لنا عنها مرتحلا ، وذهب الكوفيون إلى أنه لا يجوز إلا إذا كان الاسم نكرة ، وذهب الفراء إلى أنه لا يجوز في معرفة ولا نكرة إلا إن كان بالتكرير كالبيت والمثال ، ورد المذهبان بالسماع قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ) [فصلت : ٤١] الآية ، أي : يعذبون ، وقال الشاعر :
٥٠٩ ـ أتوني فقالوا : يا جميل تبدّلت |
|
بثينة أبدالا ، فقلت : لعلّها |
أي : تبدلت ، ويجب حذف الخبر إذا سدت مسده واو المصاحبة ، حكى سيبويه إنك ما وخيرا ، أي : إنك مع خير ، وما زائدة ، وحكى الكسائي : إن كل ثوب لو ثمنه ، بإدخال اللام على الواو ، أو سد مسده حال كقوله :
٥١٠ ـ إن اختيارك ما تبغيه ذا ثقة |
|
بالله مستظهرا بالحزم والجلد |
وكذا ليت شعري إذا أردف باستفهام كقوله :
٥١١ ـ ألا ليت شعري كيف حادث وصلها
فشعري مصدر اسم ليت والخبر ملتزم الحذف ، والتقدير ليت شعري بكذا ثابت أو موجود أو واقع ، وجملة الاستفهام في موضع نصب بالمصدر ، وعلة الحذف كونه في معنى ليتني أشعر ، وسد الجملة بعده عن المحذوف ، ومقابل الأصح فيه قول المبرد والزجاج : إن جملة الاستفهام في محل رفع خبر ليت ، والتقدير ليت علمي واقع بكيف حادث وصلها ، ثم حذف وأضاف اتساعا ، ورد بأنه يؤدي إلى الإخبار في هذا الباب بالجملة الطلبية ، وإلى خلو الجملة المخبر بها عن الرابط.
__________________
٥٠٨ ـ البيت من المنسرح ، وهو للأعشى في ديوانه ص ٢٨٣ ، والخزانة ١٠ / ٤٥٢ ، ٤٥٩ ، والخصائص ٢ / ٣٧٣ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥١٧ ، والكتاب ٢ / ١٤١ ، واللسان ، مادة (رحل) ، والمحتسب ١ / ٣٤٩ ، والتاج ، مادة (حلل) ، ومغني اللبيب ١ / ٨٢ ، والمقتضب ٤ / ١٣٠ ، والمقرب ١ / ١٠٩ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٣٢٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٦٩.
٥٠٩ ـ البيت من الطويل ، وهو لجميل بثينة في ديوانه ص ١٥٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٢٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٥٥.
٥١٠ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في شفاء العليل ص ٣٥٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٦٩.
٥١١ ـ البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٤٢ ، والأشباه والنظائر ٥ / ٩١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٣٤.