من العرب ، والإلحاق لغة لآخرين ، ونسيت اسم القبيلتين فليس كل العرب تنطق باللغتين ، وإنما ذلك بالنسبة إلى لغتين». انتهى.
أما غير الثلاثة فلا يسند ل : أن يفعل بحال.
السادسة : حق عسى إذا اتصل بها ضمير أن لا يكون إلا بصورة المرفوع ، هذا هو المشهور في كلام العرب ، وبه نزل القرآن ، ومن العرب من يأتي به بصورة المنصوب المتصل فيقال : عساني وعساك وعساه ، قال :
٤٩٠ ـ يا أبتا علّك أو عساكا
فمذهب سيبويه إقرار المخبر عنه والخبر على حاليهما من الإسناد السابق ، إلا أن الخلاف وقع في العمل فعكس العمل بأن نصبت الاسم ورفعت الخبر حملا لها على لعل ، وقد صرح به في قوله :
٤٩١ ـ فقلت عساها نار كأس وعلّها
برفع نار ، ومذهب المبرد والفارسي عكس الإسناد ؛ إذ جعلا المخبر عنه خبرا والخبر مخبرا عنه ، ويلزم منه جعل خبر عسى اسما صريحا ، ومذهب الأخفش وابن مالك إقرار الأمرين العمل والإسناد ، لكنه تجوز في الضمير فجعل مكان ضمير الرفع ضمير النصب وهو في محل رفع نيابة عن المرفوع ، كما ناب ضمير الرفع عن ضمير النصب والجر في قولهم : أكرمتك أنت وأنا كأنت ، ومذهب السيرافي أنها حينئذ حرف ك : لعل ، وقد يقتصر والحالة هذه على الضمير المنصوب كالبيت المصدر به ، فيكون الخبر محذوفا كما يقع ذلك في لعل السابقة ، وزعم قوم أن نفي كاد إثبات للخبر وإثباتها نفي له ، وشاع ذلك على الألسنة حتى قال بعضهم ملغزا فيها :
__________________
٤٩٠ ـ الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٨١ ، والخزانة ٥ / ٣٦٢ ، ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٦٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٣٣ ، وشرح المفصل ٢ / ٩٠ ، ٧ / ١٢٣ ، والكتاب ٢ / ٣٧٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٥٢ ، وللعجاج في ملحق ديوانه ٢ / ٣١٠ ، وتهذيب اللغة ١ / ١٠٦ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٣٣٦ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢١٩.
٤٩١ ـ البيت من الطويل ، وهو لصخر بن جعد الخضري في شرح التصريح ١ / ٢١٣ ، وشرح شواهد المغني ص ٤٤٦ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢٢٧ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٣٢٩ ، والجنى الداني ص ٤٦٩ ، والخزانة ٥ / ٣٥٠ ، ومغني اللبيب ص ١٥٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٢٤.