٤١٤ ـ أمرعت الأرض لو انّ مالا |
|
لو أنّ نوقا لك أو جمالا |
أو ثلّة من غنم إمّا لا
أي : إن كنت لا تجد غيرها ، وما عوض من كان وإنما كان هذا قليلا ؛ لكثرة الحذف ، ولا يحذف مع المكسورة معوضا منها ما إلا في هذا ، ولو قلت : أما كنت منطلقا انطلقت كانت ما زائدة لا عوضا ، ولا يجوز أما أنت منطلقا انطلقت بحذف كان.
حذف نون كان تخفيفا :
(ص) ويحذف نونها ساكنة جزما ، والتامة أقل ما لم يوصل بضمير أو ساكن ، خلافا ليونس.
(ش) يجوز حذف نون كان تخفيفا بشروط : أن يكون من مضارع بخلاف الماضي ، والأمر مجزوما بالسكون بخلاف المرفوع والمنصوب والمجزوم بالحذف ، وألا توصل بضمير نحو : «إن يكنه فلن تسلط عليه» (١) ، ولا بساكن نحو : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) [البينة : ١] ، مثال ما اجتمعت فيه الشروط (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) [مريم : ٢٠] ، (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) [المدثر : ٤٣] ، (وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ) [النحل : ١٢٧] ، (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ) [غافر : ٨٥] ، وسواء في ذلك الناقصة كما مثلنا والتامة ، لكن الحذف فيها أقل نحو : (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً) [النساء : ٤٠] بالرفع ، قال أبو حيان : وحذف هذه النون شاذ في القياس ؛ لأنها من نفس الكلمة لكن سوغه كثرة الاستعمال ، وشبه النون بحروف العلة وإنما لم يجز عند ملاقاة الضمير ؛ لأن الضمير يرد الشيء إلى أصله كما رد نون لد إذا أضيفت إليه ، فقيل : لدنه ، ولا يجوز لده ، ولا عند الساكن ؛ لأنها تحرك حينئذ فيضعف الشبه ، وأجاز يونس حذفها مع الساكن ووافقه ابن مالك تمسكا بنحو قوله :
٤١٥ ـ لم يك الحقّ سوى أن هاجه |
|
رسم دار قد تعفّت بالسّرر |
__________________
٤١٤ ـ الرجز بلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٣٨١ ، والبيان والتبيين ٢ / ١٦٢ ، وشرح الأشموني ١ / ١٢٠ ، ٢٤٥ ، وعمدة الحفاظ ١ / ٢٤٨ ، مادة (ثلل) ، واللسان ، مادة (مرع) ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٣٠.
٤١٥ ـ البيت من الرمل ، وهو لحسين أو لحسن بن عرفطة في الخزانة ص ٣٠٤ ، ٣٠٥ ، واللسان ، مادة (كون) ، ونوادر أبي زيد ص ٧٧ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٢٦٨ ، والخصائص ١ / ٩٠ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٤٤٠ ، ٥٤٠ ، والمنصف ٢ / ٢٢٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٩٢
(١) أخرجه البخاري ، كتاب الجنائز ، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه (١٣٥٥) ، ومسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب ذكر ابن صياد (٢٩٣١).
.