٤٠٨ ـ لا يأمن الدّهر ذو بغي ولو ملكا |
|
جنوده ضاق عنها السّهل والجبل |
وقوله :
٤٠٩ ـ علمتك منّانا فلست بآمل |
|
نداك ولو غرثان ظمآن عاريا |
وقوله :
٤١٠ ـ انطق بحقّ ولو مستخرجا إحنا |
|
فإنّ ذا الحقّ غلّاب وإن غلبا |
ولو أظهر الفعل في نحو هذه المثل لجاز ، قال سيبويه : وإن شئت أظهرت الفعل ، ولا يجوز عند عدم الإظهار إلا نصب التالي على أنه خبر كان ، وربما يجوز فيه الرفع والجر.
فالأول إذا حسن هناك تقدير فيه أو معه أو نحو ذلك ، كقولهم : الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، والمرء مقتول بما قتل به إن سيفا فسيف وإن خنجرا فخنجر (١) ، فانتصاب خيرا وشرا وسيفا وخنجرا على تقدير : إن كان العمل خيرا ، وإن كان المقتول به سيفا ، وارتفاعها على أنها الاسم على تقدير : إن كان في أعمالهم خير ، وإن كان معه سيف ، أو على تقدير كان التامة ، والأول أولى وهو معنى قولنا : و «إضمار الناقصة قبلها» ، أي : الفاء «أولى» أي : من التامة ، وعلله ابن مالك بأن إضمار الناقصة مع النصب متعين وهو مع الرفع ممكن ، فوجب ترجيحه ليجري الاستعمال على سنن واحد ، ولا يختلف العامل.
ومثاله بعد لو : الإطعام ولو تمرا فالنصب على تقدير : ولو يكون الطعام تمرا ، والرفع على تقدير : ولو يكون عندكم تمر ، أو على تقدير كان تامة فإن لم يحسن تقدير ما ذكر
__________________
٤٠٨ ـ البيت من البسيط ، وهو للّعين المنقري في الخزانة ١ / ٢٥٧ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٢٦٢ ، وتخليص الشواهد ص ٢٦٠ ، وشرح الأشموني ١ / ١١٩ ، ١ / ٢٤٢ ، وشرح التصريح ١ / ١٩٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٥٨ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٦٨ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٧٨.
٤٠٩ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٢١ ، وشفاء العليل ص ٣٢٣.
٤١٠ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في شفاء العليل ص ٣٢٢.
(١) ذكره السخاوي في المقاصد الحسنة ص ٢٨٢ ، عن طريق ابن جرير الطبري في تفسيره ١ / ٦٨ ، موقوفا على ابن عباس.